حسن الستري

الكويتي: الإمارات نفّذت أكبر تمرين سيبراني عالمي بمشاركة 133 جنسية


الفريح: تأمين الفضاء السيبراني العربي لترسيخ التعاون بين الدول الأعضاء


جميل: التحديات الجديدة تفرض تطوير استراتيجيات وطنية للأمن السيبراني


الكويتي: الإمارات نفّذت أكبر تمرين سيبراني عالمي بمشاركة 133 جنسية


جميل: التحديات الجديدة تفرض تطوير استراتيجيات وطنية للأمن السيبراني


شدّد مسؤولون وخبراء بارزون في مجال الأمن السيبراني، على أهمية تعزيز التعاون الإقليمي وتبنّي التقنيات الحديثة، ولاسيما الذكاء الاصطناعي، في حماية الفضاء السيبراني العربي ودعم التنمية الاقتصادية المستدامة.

وخلال الجلسة الأولى من المؤتمر والمعرض العربي للأمن السيبراني، التي شارك فيها نخبة من القادة والخبراء، شدد المتحدثون على ضرورة مواءمة الجهود الوطنية مع الإستراتيجية العربية الموحدة للأمن السيبراني، وتعزيز الحوكمة، وبناء القدرات البشرية والتشريعية لمواجهة التهديدات المتزايدة في الفضاء الرقمي.

واستعرض الأمين العام لمجلس الوزراء العرب للأمن السيبراني، د. إبراهيم الفريح، أبرز إنجازات المجلس منذ تأسيسه، مشيراً إلى أن الهدف الرئيس هو "تأمين الفضاء السيبراني العربي بما يعزز النمو والازدهار، ويرسخ التعاون بين الدول الأعضاء في تبادل الخبرات والمعرفة".

وأوضح أن المجلس أقرّ خلال اجتماعه الأخير في الرياض الاستراتيجية العربية للأمن السيبراني، التي تستند إلى 6 محاور رئيسة وهي: تعزيز الحوكمة الوطنية للأمن السيبراني، رفع مستوى الجاهزية السيبرانية، بناء منظومة دفاعية جماعية، تطوير منظومة ابتكار وصناعة سيبرانية عربية، تعزيز الوعي المجتمعي والفضاء السيبراني الآمن، وتوسيع نطاق التعاون الإقليمي والدولي.

وأكد أن الاستراتيجية تمثل ثمرة عمل جماعي بين الدول الأعضاء، وتعكس روح التضامن العربي في مواجهة التحديات الرقمية المشتركة، مشدداً على أهمية التوازن بين حماية البنية التحتية ودعم النمو الاقتصادي.

من جانبه، أكد رئيس الأمن السيبراني في حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة د. محمد الكويتي، أن القيادة هي المحرك الأساسي لأي تحول رقمي ناجح، موضحاً أن بناء القدرات البشرية وتمكين الأجيال القادمة يشكلان حجر الزاوية في منظومة الأمن السيبراني.

وأشار إلى أن العمل العربي المشترك في هذا المجال -من خلال مجلس الوزراء العرب للأمن السيبراني واللجان المتخصصة- يعزز الردع السيبراني الإقليمي ويقوي منظومات الحماية الجماعية.

ولفت الكويتي إلى أن الإمارات نفّذت أكبر تمرين سيبراني عالمي بمشاركة أكثر من 133 جنسية، كما دعمت بيئة الابتكار من خلال أكثر من 2000 شركة ناشئة، منها 300 في مجال الأمن السيبراني.

وأضاف أن الإنسان هو خط الدفاع الأول، داعياً إلى تمكين المجتمعات من مواجهة الهجمات القائمة على الذكاء الاصطناعي والتزييف العميق، من خلال برامج التوعية مثل "Cyber Pulse 2.0".

المدير العام للهيئة الوطنية للأمن السيبراني في تونس ياسين جميل، أكد أن التحديات الجديدة تفرض على الحكومات تطوير استراتيجيات وطنية للأمن السيبراني تراعي المخاطر الناشئة الناتجة عن الذكاء الاصطناعي.

وأوضح أن تطوير القدرات التقنية والبنى التحتية يجب أن يترافق مع تعزيز قنوات تبادل المعلومات بين الدول العربية، مشدداً على أهمية إنشاء منصات مشتركة لرصد التهديدات والتعامل معها في الوقت المناسب.

وأضاف أن التجربة العربية في تأسيس المجلس الوزاري تمثل نموذجاً ناجحاً للتكامل الاستراتيجي، مؤكداً أن التعاون العملي بين المراكز الوطنية العربية سيعزز المرونة السيبرانية الإقليمية.

من جانبه، حذّر مدير مكافحة الجرائم الإلكترونية في "الإنتربول" نيل جيتون، من الاستخدام المتنامي للذكاء الاصطناعي في الأنشطة الإجرامية، موضحاً أن التقنيات الحديثة سهّلت على المجرمين تنفيذ عمليات التصيّد الاحتيالي، والتزييف العميق، والهجمات الإلكترونية المعقدة.

وقال إن "المجرمين أصبحوا أكثر قدرة على تخصيص رسائلهم لتناسب اللغة والثقافة والمناسبات المحلية"، ما يجعل اكتشاف الاحتيال أكثر صعوبة حتى للخبراء.

وأشار إلى أن "الإنتربول" قاد هذا العام أكثر من 10 عمليات دولية لمكافحة الجرائم الإلكترونية، تم خلالها رصد مئات الآلاف من الضحايا المحتملين حول العالم، مؤكداً أهمية تسهيل قنوات الإبلاغ عن الجرائم الإلكترونية وتمكين الضحايا من إيصال صوتهم إلى الجهات المعنية.

وشدّدت الجلسة، على أن بناء فضاء عربي آمن يتطلب تكاملاً بين الجهود السياسية والتقنية والإنسانية، واستثماراً مستمراً في بناء القدرات، وتفعيل الشراكات الدولية في مجال الأمن السيبراني، بما يضمن تحقيق الأمن والتنمية الرقمية المستدامة في العالم العربي.