في خطوة غير مسبوقة، وافق المساهمون في شركة "تسلا" على حزمة تعويضات ضخمة للرئيس التنفيذي إيلون ماسك قد تصل قيمتها إلى تريليون دولار، رغم اعتراضات واسعة من بعض المستثمرين وتراجع مبيعات الشركة في الأسواق العالمية.وجاء القرار بأغلبية تفوق 75% خلال الاجتماع السنوي لمساهمي "تسلا"، ما يمهّد الطريق أمام ماسك ليصبح أول تريليونير في التاريخ إذا نجح في تحقيق الأهداف التشغيلية والمالية الطموحة التي حددها مجلس الإدارة للعقد المقبل.
وقال ماسك بعد التصويت: "مجموعة رائعة من المساهمين.. تمسكوا بأسهمكم في تسلا!"، في إشارة إلى ثقته بمستقبل الشركة رغم التحديات.
انخفاض المبيعات ومعارضة مؤسسات كبرى
جاءت موافقة المساهمين رغم تقارير حديثة أظهرت تراجعاً حاداً في مبيعات "تسلا"، خاصة في أوروبا حيث سجلت ألمانيا انخفاضاً بنسبة 50% الشهر الماضي.كما عارضت الحزمة مؤسسات استثمارية كبرى، بينها صندوق التقاعد الأمريكي "كالبرز" وصندوق الثروة السيادي النرويجي، إلى جانب هيئات مراقبة الشركات مثل ISS وGlass Lewis، اللتين اعتبرتا التعويض "مبالغاً فيه وغير مبرر".
ورغم الانتقادات، يرى المؤيدون أن هذه الحزمة تمثل حافزاً أساسياً لإبقاء ماسك مركزاً على تحويل "تسلا" إلى شركة ذكاء اصطناعي رائدة.
شروط صعبة وطموحات ضخمة
تتضمن خطة التعويض تحقيق أهداف هائلة، منها رفع القيمة السوقية للشركة إلى نحو ستة أضعاف، وتسليم 20 مليون مركبة كهربائية خلال عشر سنوات، بالإضافة إلى إطلاق مليون روبوت بشري يعملون في المنازل والمكاتب والمصانع.ويحصل ماسك على أسهم جديدة مع كل مرحلة ينجح فيها، ما يعني أنه يمكن أن يضيف مئات المليارات إلى ثروته تدريجياً قبل الوصول إلى التريليون الكامل.
وبذلك، يمكن لماسك أن يتجاوز ثروة "جون دي روكفلر"، الذي يُعتبر أغنى رجل في التاريخ الأمريكي بثروة تقدر بـ630 مليار دولار بالقيمة الحالية، في حين تبلغ ثروة ماسك الآن نحو 493 مليار دولار.
جدل واسع حول القيادة والسلوك
يرى منتقدو ماسك أن مجلس الإدارة يعتمد عليه بشكل مفرط، وأن سلوكه في السياسة والإعلام أضر بصورة الشركة، خصوصاً بعد تورطه في نظريات مؤامرة وتصريحات مثيرة للجدل أثرت على المبيعات.في المقابل، يؤكد مؤيدوه أن ماسك هو "العقل المحرك" وراء رؤية "تسلا" المستقبلية، وأن قيادته ضرورية لمرحلة التحول نحو السيارات ذاتية القيادة والروبوتات العاملة.
المحلل المالي دان آيفز وصف القرار بأنه "انتصار ضخم للمساهمين ولرؤية ماسك التقنية".
صعود الأسهم ومكاسب إضافية لماسك
عقب الإعلان، ارتفعت أسهم "تسلا" بنسبة طفيفة في التداولات اللاحقة لتصل إلى 445.44 دولاراً للسهم قبل أن تستقر دون تغيير يُذكر.وأشار ماسك إلى أن الأمر لا يتعلق بالمال بقدر ما هو متعلق بزيادة حصته في الشركة إلى نحو 30%، بما يمنحه سيطرة أكبر على مستقبلها، خصوصاً في ظل مشروعه المثير للجدل المعروف بـ"جيش الروبوتات".
كما وافق المساهمون على استثمار "تسلا" في شركة "xAI" التابعة لماسك، ورفضوا مقترحاً لتسهيل ملاحقة الشركة قضائياً من قبل صغار المستثمرين.
بين الطموح والمخاطرة
بينما يرى البعض أن هذه الخطوة ترسخ مكانة ماسك كأكثر الشخصيات تأثيراً في عالم التكنولوجيا، يحذر آخرون من أن الاعتماد المفرط عليه قد يعرض الشركة لمخاطر كبيرة إذا فشل في تحقيق الأهداف أو تكررت إخفاقات المبيعات.ومع ذلك، فإن المساهمين منحوا ماسك تفويضاً مطلقاً لمواصلة مشروعه العملاق الذي قد يعيد تعريف مستقبل النقل والتقنية حول العالم.