وليد صبري


قالت الأكاديمية والباحثة في الطب الجزيئي وعضو جمعية السكري البحرينية د. رباب عبدالوهاب إن مرحلة ما قبل السكري ومرض السكري تعدان شائعتين بين كبار السن، موضحةً أن الإحصائيات تشير إلى أن 50% من البالغين الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً فأكثر مصابون بمرحلة ما قبل السكري، و25% مصابون بمرض السكري.

وأوضحت أن مرحلة ما قبل السكري هي حالة يكون فيها مستوى السكر في الدم أعلى من المعدل الطبيعي دون الوصول إلى مستوى تشخيص السكري، بينما يعد السكري مرضاً مزمناً يفقد فيه الجسم القدرة على تنظيم مستويات الجلوكوز بشكل صحيح.

وأضافت عبدالوهاب أن حالات الإصابة بالسكري من النوع الثاني تتزايد بشكل مستمر، ووفقاً لتوقعات الاتحاد الدولي للسكري، قد يصل عدد الحالات عالمياً إلى 700 مليون بحلول عام 2045، مشيرةً إلى أن هذا المرض يرتبط غالباً بالتقدم في العمر.

وأكدت أن الشيخوخة والسكري يؤثران في بعضهما بشكل متبادل، حيث يُعد العمر المتقدم عامل خطر رئيسياً للإصابة بالنوع الثاني من السكري، في حين يسرّع السكري ظهور علامات الشيخوخة ويزيد مضاعفاتها الصحية على المدى الطويل، خاصة عند عدم التحكم الجيد في مستوى السكر.

وأشارت إلى أن الدراسات أظهرت أن وجود الخلايا الهرمة التي تتوقف عن النمو وتفرز جزيئات التهابية يؤدي إلى إلحاق الضرر بالأنسجة وتسريع تطور مرض السكري وزيادة خطر مضاعفاته، مؤكدة أن الجمع بين علاج السكري وإدارة المؤشرات الحيوية للشيخوخة قد يشكل استراتيجية علاجية أكثر فعالية.

وبيّنت عبدالوهاب أنه مع التقدم في العمر تقل قدرة الجسم على معالجة الجلوكوز نتيجة انخفاض فعالية الأنسولين وتناقص كتلة العضلات، إلى جانب قلة الحركة وانخفاض معدل الأيض وزيادة الوزن، مما يزيد من خطر الإصابة بالسكري.

وأضافت أن السكري يسرّع ظهور التجاعيد والبقع الداكنة وترهل الجلد نتيجة تدهور الكولاجين والإيلاستين، كما يزيد من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية وارتفاع ضغط الدم وبعض أنواع السرطان.

وأشارت إلى أن عدم التحكم في السكر قد يؤدي إلى اعتلال الأعصاب والكلى ومشاكل في الرؤية، إضافة إلى تأثير ارتفاع السكر على الأوعية الدموية في الدماغ مما قد يسبب مشكلات في الذاكرة والإدراك.

وختمت عبدالوهاب بالتأكيد على أهمية اتباع كبار السن إرشادات صحية للتعايش مع المرض، من بينها التحكم في الوزن، وممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة يومياً، واتباع نظام غذائي صحي وتجنب السكر والأطعمة الدسمة، إلى جانب الفحوصات الدورية والمراقبة المستمرة للكشف المبكر عن أي تغيرات صحية.