وليد صبري
قالت أخصائية التغذية العلاجية وعضو لجنة التوعية والإعلام بجمعية السكري البحرينية، أريج السعد، إن دور البكتيريا النافعة في الأمعاء أصبح محوراً مهماً في النقاشات العلمية المتعلقة بتنظيم سكر الدم، مشيرة إلى أن الحديث عن السكري لم يعد يقتصر على الأنسولين والغذاء فقط، بل امتد ليشمل تأثير الميكروبيوم المعوي في الصحة الأيضية.
وأوضحت السعد أن البكتيريا النافعة هي كائنات دقيقة تعيش بشكل طبيعي في الجهاز الهضمي وتساهم في هضم الطعام وإنتاج الفيتامينات وتقوية المناعة، وقد كشفت الأبحاث الحديثة أنها تؤثر أيضاً في التمثيل الغذائي وتنظيم مستويات الغلوكوز في الدم.
وأشارت إلى أن هذه البكتيريا تؤثر عبر ثلاث آليات رئيسية، أولها إنتاج الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة التي تحسن حساسية الخلايا للإنسولين وتحفز هرمونات تنظم الشهية وسكر الدم، حيث أظهرت دراسة نشرت في مجلة Frontiers in Endocrinology عام 2024 أن زيادة البكتيريا المنتجة لمركب "البوتيرات” ارتبطت بتحسن واضح في تحمل الغلوكوز لدى مرضى السكري.
وأضافت أن البكتيريا النافعة تساهم في تقوية جدار الأمعاء وتقليل الالتهاب، إذ يؤدي تراجع توازنها إلى زيادة نفاذية الأمعاء ودخول مواد مسببة للالتهاب إلى الدم، مما يضعف استجابة الجسم للأنسولين.
كما تلعب هذه البكتيريا دوراً في التفاعل مع الأدوية والهرمونات، حيث ثبت أن دواء الميتفورمين يعزز نمو أنواع نافعة تساعد في خفض السكر.
وبيّنت السعد أن النظام الغذائي هو العامل الأكثر تأثيرًا في تشكيل توازن البكتيريا المعوية، إذ تدعم الأطعمة الغنية بالألياف — مثل الشوفان، الحبوب الكاملة، البقوليات، الخضروات، المكسرات، وبذور الكتان والشيا — نمو البكتيريا المفيدة، بينما يؤدي الإكثار من الأطعمة المكررة والدهون والسكريات إلى اختلال هذا التوازن.
وأكدت أن النشاط البدني، بما في ذلك المشي لمدة 30 دقيقة يومياً، يحسن تنوع البكتيريا النافعة ويدعم التحكم في سكر الدم.
وحول مكملات البروبيوتيك، أوضحت السعد أنها قد تفيد بعض المرضى، لكنها ليست بديلاً عن النظام الغذائي المتوازن، مشددة على أن دعم الميكروبيوم يبدأ من نمط الحياة والنظام الغذائي وليس من المكملات فقط.
واختتمت السعد بالقول إن الاعتناء بالبكتيريا النافعة هو جزء أساسي من دعم صحة الجسم وتنظيم سكر الدم، مؤكدة أن "الاهتمام بالميكروبيوم هو اهتمام بالصحة من الداخل”.