وليد صبري


أكد عضو جمعية أصدقاء الصحة الصيدلاني علي التحو أن الأرق أصبح في السنوات الأخيرة من أكثر المشاكل الصحية انتشاراً، مشيراً إلى أنه مع ازدياد الضغوط اليومية ونمط الحياة السريع، اتجه كثير من الأفراد إلى استخدام الميلاتونين أو الأدوية المنوّمة التي تحتوي على مضادات الهيستامين دون وصفة طبية، محذراً من أن هذه المستحضرات قد تبدو آمنة للوهلة الأولى، إلا أن سوء استخدامها يحمل آثاراً سلبية على الصحة الجسدية والعقلية عند الاستعمال المستمر أو العشوائي.

وأوضح التحو أن الميلاتونين هو هرمون طبيعي يُفرَز في الغدة الصنوبرية، وينظّم دورة النوم والاستيقاظ، إلا أن تناوله من مصادر خارجية بجرعات غير مضبوطة قد يربك الساعة البيولوجية للجسم. وهذا الخلل يؤدي مع الوقت إلى ضعف في جودة النوم، وصعوبة في الاستيقاظ، وتقلبات مزاجية، وصداع متكرر، مبيّناً أن بعض الدراسات تشير إلى أن الاستخدام الطويل قد يقلل من إفراز الميلاتونين الطبيعي، مما يجعل النوم الطبيعي أكثر صعوبة دون المكمل.

وقال إن مضادات الهيستامين مثل ديفينهيدرامين ودوكسيلامين، تُستخدم كمكوّنات رئيسة في بعض أدوية البرد أو الحساسية، لكنها تُستهلك أحياناً كوسيلة للنوم. وعلى المدى الطويل، قد تسبّب هذه الأدوية تدهوراً في الوظائف الإدراكية، وضعفاً في الذاكرة، وزيادة خطر السقوط لدى كبار السن. كما تؤدي آثارها الجانبية كجفاف الفم والإمساك واحتباس البول إلى مشاكل صحية إضافية، خاصة عند المرضى الذين يتناولون أدوية أخرى.

وشدد التحو على أهمية التذكير بأن مشاكل النوم لا تُعالج فقط بالأدوية، بل تبدأ من تعديل نمط الحياة من خلال تجنّب الكافيين قبل النوم، وتنظيم مواعيد النوم والاستيقاظ، وممارسة النشاط البدني بانتظام، وتقليل استخدام الشاشات قبل النوم، مشيراً إلى أن الميلاتونين يمكن أن يكون خياراً مؤقتاً عند اضطراب النوم الناتج عن السفر أو تبدّل ساعات العمل، ولكن يجب استخدامه بجرعات مدروسة وتحت إشراف طبي.

وأكد أن دور الصيدلي أساسي في توعية المجتمع حول مخاطر الاستخدام العشوائي للأدوية المنوّمة، وتوجيه المرضى نحو بدائل أكثر أماناً وطبيعية لتحسين جودة النوم، فالنوم الصحي ليس نتيجة دواء، بل انعكاس لتوازنٍ صحي شامل في نمط الحياة.