لم يكن الفوز العريض الذي حققه الفريق المحلي ساوثهامبتون على حامل لقب الدوري الإنكليزي مانشستر سيتي بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، الأسبوع الماضي، هو مبعث السعادة الوحيد لأكثر من 31 ألف متفرج تابعوا المباراة من مدرجات ملعب "سانت ميريز"، بل إن سباقاً من نوع خاص جرى بين شوطي المباراة جعلهم يجزمون على أن ثمن التذاكر الذي دفعوه لم يذهب سدى.إدارة النادي الإنكليزي الجنوبي حرصت على أن تجعل المتعة للجمهور بلا توقف وبدون وقت مستقطع، ولأجل ذلك نظمّت بين شوطي المباراة سباقاً خاصاً بجالبي الكرات من الأطفال، الذين اعتادوا على أن يكونوا خلف الأضواء، بيد أنهم وجدوا أنفسهم هذه المرة أمامها، لينالوا تصفيق الجمهور واللاعبين على حد سواء. وقامت فكرة السباق على تقسيم الأطفال إلى فريقين، وبنفس أسلوب سباق التتابع في ألعاب القوى، إذ يقف على كل زاوية من أرض الملعب وعند خط المنتصف طفل من كل فريق منتظراً زميله القادم من الزاوية الأخرى ركضاً حاملاً الكرة في يديه، ليسلّمها لزميله الذي ينطلق بها بدوره الى أن تصل إلى الزميل المُنتظر على بعد مسافة معلومة من زاوية الركلة الركنية، وحينها يتعين عليه الانطلاق بها بقدميه ومن ثم تصويبها على المرمى.حتى ما قبل الخطوة الأخيرة كانت الأمور شبه طبيعية، باستثناء بعض المفاجآت التي انتزعت آهات الجماهير مثل سقوط أحد الأطفال أو فشله في استلام الكرة بشكل جيد، لكن الإثارة وصلت ذورتها في الخطوة الأخيرة من السباق المحموم .. إصابة الكرة للشباك.كان كل شيء يوحي بأن الفريق "الأحمر" هو الفائز لا محالة في ظل سرعة أفراده وتقدّمهم على نظرائهم في الفريق "الأبيض"، لكن الثواني الأخيرة شهدت مفاجأة مدوية قلبت الموازين لمصلحة أصحاب القمصان البيضاء، بفضل ذكاء آخر من استلم الكرة، وتنفيذه للمقولة التي لطالما حرص المدربون على ترسيخها في أذهان لاعبيهم، وهي: "الكرة أسرع من اللاعب".فقد عمد اللاعب الأبيض على تصويب الكرة من مسافة أبعد من النقطة التي كان قد وصل إليها منافسه الأحمر، وهنا آثر تصويب الكرة مباشرة وبقوة لكي يتجاوز فارق الأمتار، في وقت كان اللاعب الأحمر يعتمد على سرعته فقط دون أن يسدد إلا بعد فوات الأوان، حيث وصلت كرته للشباك متأخرة لبعض مليمترات، ليُعلن فوز الفريق الأبيض وسط دهشة واستغراب الجمهور وكذلك لاعبي الفريقين.