لأول مرة في تاريخهم، توّج فريق أتلتيكو أوتاوا بلقب كأس النجم الشمالي بنهائي الدوري الكندي لكرة القدم، بعد مباراة استمرت أربع ساعات وسط عاصفة ثلجية عنيفة، انتهت بفوزهم 2-1 على كافالري إف سي، حامل اللقب.

واحتاج الفريق إلى وقت إضافي لحسم المواجهة، حيث سجّل ديفيد رودريغيز هدف الفوز، والثاني له في اللقاء، عندما لعب الكرة بمهارة من فوق الحارس ماركو كاردوتشي في الدقيقة 106، ليمنح أوتاوا انتصارًا تاريخيًا ولقبًا طال انتظاره.

كان عامل الأرض مؤثرًا بشدة لصالح أتلتيكو أوتاوا، المصنّف ثانيًا هذا الموسم (15 فوزًا، تعادلان، و11 خسارة)، إذ لم يخسر الفريق على ملعبه منذ 3 أغسطس 2024، عندما سقط أمام كافالري إف سي المصنّف ثالثًا هذا الموسم (11 فوزًا، 8 تعادلات، و9 هزائم).

لكن هذه المرة، بدا المشهد مختلفًا تمامًا، حيث غطّت طبقة كثيفة من الثلوج ملعب "تي دي بليس"، لتتحول المباراة إلى مواجهة كندية الطابع بامتياز، جمعت بين القوة البدنية والقتال في ظروف جوية قاسية.

ورغم أن أتلتيكو أوتاوا يُعرف عادة بأسلوبه القائم على تحريك الكرة وبناء اللعب المنظّم تحت قيادة المدرب دييغو ميخيا، إلا أن الفريق تكيف ببراعة مع الطقس الصعب، معتمدًا على السرعة عبر الأطراف لخلق الفرص.

أما الضيوف كافالري إف سي، فحافظوا على صلابتهم الدفاعية المعتادة، إذ دخلوا اللقاء بوصفهم أحد أقوى خطوط الدفاع في الأدوار الإقصائية من الدوري الكندي الممتاز، بعد أن استقبلوا هدفًا واحدًا فقط في مباراتين قبل النهائي.

انكسر التعادل عندما ارتكب لاعب وسط أوتاوا كيفن دوس سانتوس تدخلًا عنيفًا داخل منطقة الجزاء، منح من خلاله كافالري ركلة جزاء بعد اختراق هجومي ناجح لدفاع أصحاب الأرض.

وفي الدقيقة 33، نفّذ المدافع فريزر إيرد الركلة بثقة، مسددًا الكرة بدقة في الزاوية اليمنى السفلية، ليمنح فريقه التقدّم 1-0.

وكما يعكس التنافس الشديد بين الفريقين، استُقبلت احتفالات لاعبي كافالري بوابل من كرات الثلج ألقاها مشجعو أتلتيكو من المدرجات وسط أجواء مشحونة بالعاصفة الثلجية.

لكن الرد جاء سريعًا بعد ست دقائق فقط، حين أرسل لاعب الوسط غابرييل أنتونارو كرة عالية داخل منطقة الجزاء، انزلقت بين اللاعبين وسط تساقط الثلوج، لتصل إلى ديفيد رودريغيز الذي نفذ ركلة مقصية مذهلة اصطدمت بالعارضة، ثم دخلت المرمى، مسجلًا هدف التعادل لأتلتيكو في واحدة من أجمل لقطات المباراة.

كانت الفرص نادرة جدًا في الشوط الثاني، إذ غطّت طبقة متزايدة من الثلوج أرضية الملعب؛ ما جعل اللاعبين يفقدون توازنهم باستمرار، ويصعب عليهم التحكم بالكرة أو التحرك بثبات.

وبعد نهاية الوقت الأصلي، توقفت المباراة لأكثر من ساعة للسماح لعمال الصيانة بإزالة الثلوج المتراكمة من أرضية الملعب، مستخدمين معدات خاصة، وذلك لتجهيز الأرضية وجعلها صالحة للعب مجددًا، لتبدأ الأشواط الإضافية في ظروف أفضل؛ ما أعاد السرعة والإيقاع للمباراة بعد معاناة اللاعبين طوال الوقت الأصلي.

وفي الدقيقة 106، جاءت اللحظة الحاسمة حين انطلق ديفيد رودريغيز بسرعة خاطفة متجاوزًا المدافع فريزر إيرد، صاحب الهدف الأول لكافالري، لينفرد بالحارس ماركو كاردوتشي، ويسدد الكرة بلمسة ذكية فوقه، مسجلًا هدف الفوز والتتويج لأتلتيكو أوتاوا.

ورغم محاولات كافالري المستميتة في الدقائق الأخيرة من الوقت الإضافي لإدراك التعادل، فإن أتلتيكو صمد حتى النهاية، ليُتوَّج رسميًا بلقب كأس النجم الشمالي للمرة الأولى في تاريخه، في ليلة ثلجية ستبقى خالدة في ذاكرة جماهير العاصمة الكندية.

وحقق فريق أتلتيكو أوتاوا إنجازًا تاريخيًا مزدوجًا، إذ لم يكتفِ بالفوز بأول لقب في تاريخه في الدوري الكندي الممتاز، بل ضمن أيضًا تأهله إلى بطولة دوري أبطال الكونكاكاف.

ويأتي هذا الإنجاز بعد موسم استثنائي، حيث سجّل الفريق رقمًا قياسيًا في عدد الأهداف (54 هدفًا) خلال الموسم المنتظم، كما تفوق على كافالري في جميع مواجهاتهما السابقة هذا العام، محققًا ثلاثة انتصارات وتعادلًا واحدًا في أربع مباريات.