وليد صبري


أوضح استشاري طب العائلة وأمراض السكري، د. فيصل المحروس أن اليوم العالمي للسكري هو الحملة العالمية الأولى للتوعية بمرض السكري، ويقام في 14 نوفمبر من كل عام، وذلك وفقاً للجمعية القطرية للسكري، ويوافق عيد ميلاد فريدريك بانتينغ الذي وضع مع تشارلز بيست الفكرة الأولى التي أدت إلى اكتشاف الأنسولين عام 1922، مشيراً إلى أن اليوم العالمي للسكري اعتُمد رسمياً عام 1991 من قِبل الاتحاد الدولي للسكري ومنظمة الصحة العالمية، استجابةً للقلق المتزايد من مرض السكري في جميع أنحاء العالم.

وعن الرسالة التي يحملها احتفال هذا العام، قال د. المحروس إن موضوع اليوم العالمي للسكري لعامي 2024 و2025 هو الوصول إلى رعاية مرضى السكري، وتحسين جودة الرعاية الطبية للسكري، إذ تشير الأمم المتحدة إلى أنه بعد 100 عام من اكتشاف الأنسولين، لايزال ملايين المصابين بداء السكري في جميع أنحاء العالم عاجزين عن الحصول على الرعاية التي يحتاجون إليها، حيث يحتاج مرضى السكري إلى رعاية ودعم مستمرّين لإدارة الحالة الصحية وتجنّب المضاعفات.

وتابع بأن الأمم المتحدة أكدت أن الذكرى المئوية لاكتشاف الأنسولين تُتيح فرصة فريدة لإحداث تغيير ذي مغزى لأكثر من 460 مليون شخص يعانون من السكري والملايين غيرهم المعرضين لخطره، وأن المجتمع العالمي المعني بمرض السكري يستطيع -إذا وحد الجهود بما لديه من الأعداد والتأثير والتصميم- إحداث تغيير ذي مغزى لمواجهة التحدي.

وذكر أن منظمة الصحة العالمية تقول إن عدد مرضى السكري تضاعَف 4 مرات منذ عام 1980، ومن المُتوقّع أن يرتفع هذا العدد إلى أكثر من نصف مليار بحلول نهاية العقد، مبيّناً أن السبب الرئيسي لانتشار داء السكري يعود إلى زيادة معدل السمنة وقلة النشاط البدني. وقد ارتفع معدل زيادة الوزن والسمنة بين الأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و19 عاماً ارتفاعاً كبيراً من 4% عام 1975 إلى أكثر من 18% عام 2016.

وقال إن أكثر من 420 مليون شخص يعانون من داء السكري، وعلى الصعيد العالمي، زادت حالات الوفاة بسبب داء السكري بنسبة 70% بين عامي 2000 و2019. وتُقدّر الكلفة العالمية لداء السكري بأكثر من تريليون دولار سنوياً.

وأضاف أن منظمة الصحة العالمية أشارت إلى أن جائحة كوفيد-19 أظهرت ضعف مرضى السكري أمام المضاعفات الصحية الأخرى، إذ أدت الجائحة إلى ارتفاع نسبة مرضى السكري بين المرضى المقيمين في المستشفيات ممن لديهم أعراض وخيمة ناتجة عن الإصابة بكوفيد-19.

وعن تشخيص مرض السكري، قال د. المحروس إنه يتم عبر عمل فحص غلوكوز الدم، موضحاً أن داء السكري مرض مزمن يحدث عندما يعجز البنكرياس عن إنتاج الإنسولين بكمية كافية، أو عندما يعجز الجسم عن الاستخدام الفعّال للإنسولين الذي ينتجه، وذلك وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.

وأضاف أن الأنسولين هو هرمون يضبط مستوى السكر في الدم. ويُعد فرط الغلوكوز في الدم -الذي يعرف أيضاً بارتفاع مستوى السكر في الدم- من النتائج الشائعة الدالة على خلل في ضبط مستوى السكر في الدم، ويؤدي مع الوقت إلى الإضرار الخطير بالعديد من أجهزة الجسم، ولا سيما الأعصاب والأوعية الدموية، لافتاً إلى أن منظمة الصحة العالمية قالت إنه في عام 2014، بلغت نسبة المصابين بالسكري 8.5% من مجموع البالغين في الفئة العمرية من 18 عاماً فما فوق، وفي عام 2019، كان السكري السبب المباشر في 1.6 مليون وفاة.

وتابع بأن مرض السكري هو سبب رئيس من أسباب الإصابة بالعمى والفشل الكلوي والنوبات القلبية والسكتات الدماغية وبتر الأطراف السفلية، وفي المقابل، يمكن باتباع نظام غذائي صحي بالتزامن مع نشاط بدني جيد مع الامتناع عن التدخين، منع مرض السكري من النوع الثاني أو تأخير الإصابة به. وفضلاً عن ذلك، فإن من الممكن علاج مرض السكري وتجنّب عواقبه أو تأخير ظهورها من خلال الأدوية والفحص المنتظم وعلاج أية مضاعفات.

وعن أنواع داء السكري، بيّن د. المحروس أن داء السكري من النوع الأول -الذي كان يعرف سابقاً باسم داء السكري المعتمد على الأنسولين أو داء السكري الذي يبدأ في مرحلة الشباب أو الطفولة- يحدث نتيجة نقص إنتاج الأنسولين، ويقتضي الأمر تعاطي المريض الأنسولين يومياً، ولا يعرف سبب داء السكري من النوع الأول، ولا يمكن الوقاية منه باستخدام المعارف الحالية، وفقاً لمنظمة الصحة.

أما عن داء السكري من النوع الثاني، بيّن أن هذا النمط -الذي كان يسمى سابقاً داء السكري غير المعتمد على الأنسولين أو داء السكري الذي يظهر في مرحلة الكهولة- يحدث بسبب عدم فعالية استخدام الجسم للأنسولين. وتمثل حالات داء السكري من النوع الثاني 90% من حالات داء السكري المسجلة حول العالم، وتحدث في معظمها نتيجة لفرط الوزن والخمول البدني.

وقال إن سكري الحمل هو فرط الغلوكوز في الدم، بحيث تزيد قيم غلوكوز الدم عن المستوى الطبيعي، ولكنها لا تصل إلى المستوى اللازم لتشخيص داء السكري، مشيراً إلى أن هذا النمط يحدث أثناء الحمل، ويزداد احتمال ظهور مضاعفات أثناء الحمل وعند الولادة لدى النساء المصابات بسكري الحمل، كما يزداد احتمال الإصابة بالسكري من النوع الثاني في المستقبل لدى هؤلاء النساء، وربما حتى لدى أطفالهم.

وأضاف أن ما يعرف بـ"قبل السكري" (Prediabetes) هي حالة تعني أن مستوى سكر الدم لدى المصاب أقل من تشخيصه بالإصابة بداء السكري، لكنه في الوقت نفسه أعلى من المستوى الطبيعي، وعند عدم التعامل مع هذه الحالة، فإن الشخص سوف يصاب بالسكري من النوع الثاني خلال 10 سنوات أو أقل.

وعن أعراض السكري من النوع الأول، أوضح د. المحروس أنها تشمل: فرط التبول، والعطش، والجوع المستمر، وفقدان الوزن، والتغيرات في البصر، والإحساس بالتعب، منبهاً بأن هذه الأعراض قد تظهر فجأة.

أما عن أعراض السكري من النوع الثاني، فقال إنها قد تكون مماثلة لأعراض السكري من النوع الأول، ولكنها قد تكون أقل وضوحاً في كثير من الأحيان، ولذا فقد يشخص الداء بعد مرور عدة أعوام على بدء الأعراض، أي بعد حدوث المضاعفات.

وذكر أن أعراض السكري من النوع الثاني تشمل: فرط التبول، والعطش، والجوع المستمر، وفقدان الوزن، والتغيرات في البصر، والإحساس بالتعب، مشيراً إلى أن هذا النمط من داء السكري لم يكن يلاحظ إلا في البالغين حتى وقت قريب، ولكنه يحدث الآن في صفوف الأطفال أيضاً.

وعن أعراض سكري الحمل، فأوضح أن سكري الحمل يشخّص بواسطة عمليات الفحص قبل الولادة، وليس عن طريق الأعراض المبلغ عنها.

وفيما يتعلق بكيفية الوقاية من السكري، نصح د. المحروس بمجموعة من الإجراءات للوقاية من السكري من النوع الثاني أو لتأخير ظهور المرض، ومنها:

- بلوغ الوزن الصحي والحفاظ عليه.

- ممارسة النشاط البدني، أي ما لا يقل عن 30 دقيقة من النشاط البدني المعتدل والمنتظم خلال معظم أيام الأسبوع.

- اتباع نظام غذائي صحي.

- الحد من المواد السكرية والدهون المشبعة.

- تجنب تعاطي التبغ.

وتطرق د. المحروس إلى وسم اليوم العالمي للسكري، مشيراً إلى تباين التفاعلات عبر منصات التواصل العربية والغربية؛ بين الدعوات الدولية لضرورة توفير رعاية صحية آمنة للمصابين، ومبادرات متنوعة للتوعية بأهمية المرض المنتشر.

وقال إن حساب منظمة الصحة العالمية نشر مقطع فيديو وملصقات عبر "تويتر"، وذلك للمقارنة بين نوعي مرض السكري (الأول والثاني)، والتعرف على أسباب كل منهما.

وأضاف أن عدداً من الأطباء والمغردين حرصوا على إحياء اليوم العالمي للسكري بطريقتهم الخاصة، وطالبوا متابعيهم بضرورة الالتزام بالفحوص الدورية، وممارسة الرياضة بشكل منتظم، واتباع نظام غذائي صحي.