وليد صبري


قال استشاري الجراحة العامة وجراحة المناظير المتقدمة، د. عامر الدرازي، إن السمنة تُعدّ أحد أهم العوامل المسببة لمرض السكري من النوع الثاني، إذ يؤدي تراكم الدهون في الجسم، ولا سيما في منطقة البطن، إلى زيادة مقاومة الخلايا للإنسولين، وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم مستوى السكر في الدم. وأوضح أن هذا الخلل المستمر يتسبب بارتفاع مزمن في مستويات السكر وما ينتج عنه من مضاعفات خطيرة تشمل أمراض القلب، الفشل الكلوي، اعتلال الشبكية، وتلف الأعصاب.

وأضاف د. الدرازي أن الإحصائيات العالمية تشير إلى أن أكثر من 80% من المصابين بالسكري من النوع الثاني يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، مما يجعل التحكم في الوزن عنصراً أساسياً في العلاج. وأكد أن جراحات السمنة (أو جراحات علاج البدانة) تُعدّ من أكثر الحلول فعالية ليس فقط لإنقاص الوزن، بل لعلاج السكري نفسه، موضحاً أن عمليات مثل تحويل مسار المعدة وتكميم المعدة أثبتت فعاليتها في تحقيق تحسن سريع في مستويات السكر لدى المرضى خلال أيام قليلة بعد الجراحة، حتى قبل حدوث فقدان الوزن الفعلي، وذلك بفضل التغييرات الهرمونية التي تحدث داخل الجهاز الهضمي، والتي تعيد التوازن لإفراز الإنسولين وتحسّن من حساسية الخلايا له.

وأشار إلى أن الممارسات السريرية أظهرت أن نحو 80% من مرضى السكري من النوع الثاني الذين يخضعون لجراحات السمنة يتمكنون من إيقاف أدوية السكري خلال الأشهر الأولى بعد العملية، وهو ما يعكس التأثير العميق لهذه الجراحات في تغيير مسار المرض، وليس فقط السيطرة عليه. وأكد أن هذا التحسن يُعدّ من أهم المكاسب الصحية للمريض بعد الجراحة، لكنه يستلزم متابعة طبية دقيقة والتزاماً بنمط حياة صحي ونظام غذائي متوازن للحفاظ على النتائج على المدى الطويل.

وختم د. الدرازي بالتأكيد على أن جراحة السمنة لم تعد تُعدّ مجرد إجراء لإنقاص الوزن، بل تدخلاً علاجياً شاملاً يعيد للمريض صحته وجودة حياته، ويمثل أملاً حقيقياً لمرضى السكري من النوع الثاني الذين لم يحققوا الاستجابة المطلوبة للعلاجات الدوائية التقليدية.