وليد صبري


قالت استشاري الغدد الصماء والسكري في مستشفى العوالي، والأستاذ المشارك في الكلية الملكية للجراحين في أيرلندا، البروفيسور دلال الرميحي، إن هناك نوعاً من أنواع السكري قد يغيب عن الوعي الطبي العام ويُعرف باسم داء السكري المناعي الكامن عند البالغين LADA (Latent Autoimmune Diabetes in Adults)، وهو شكل من أشكال السكري المناعي الذاتي الذي يصيب البالغين، حيث يهاجم الجهاز المناعي خلايا البنكرياس المنتجة للأنسولين.

وأوضحت د. دلال الرميحي أن هذا النوع من السكري لا يحتاج عادةً إلى استخدام الأنسولين مباشرة عند التشخيص، ولهذا يُطلق عليه مجازاً النوع 1.5 لأنه يجمع خصائص من النوعين الأول والثاني من السكري. وتشير التقديرات الحديثة إلى أن نحو 9% من حالات السكري المُشخصة لدى البالغين هي في الحقيقة LADA، كما أن واحداً من كل عشرة مرضى يُشخّصون في البداية بالنوع الثاني قد يكون مصاباً بهذا النوع دون إدراك.

وبيّنت أن LADA يشبه النوع الأول في كونه مناعي المنشأ ويؤدي إلى تدمير تدريجي لخلايا بيتا في البنكرياس، لكنه يختلف عنه بأنه يتطور ببطء ويظهر عادةً في سن البلوغ. أما وجه الشبه مع النوع الثاني فهو أنه يبدأ تدريجياً ويستجيب في بدايته لبعض الأدوية الفموية، لكنه يختلف عنه بوجود الأجسام المناعية التي تهاجم البنكرياس وتؤدي مع الوقت إلى انخفاض إنتاج الأنسولين واحتياج المريض له لاحقاً.

وأضافت أن التأخر في التشخيص أو الخطأ في تصنيف المرض قد يؤدي إلى مضاعفات مزمنة، وقد تحدث الحموضة الكيتونية عند إهمال العلاج، وإن كان ذلك بشكل أقل تكراراً من النوع الأول. وحول العلاج، أكدت أن أدوية السلفونيل يوريا يجب تجنبها لأنها قد تُسرّع تدهور خلايا البنكرياس، في حين قد تساعد أدوية SGLT2 و GLP-1 في تحسين السيطرة على مستوى السكر والحفاظ على وظيفة البنكرياس. وأشارت إلى أن البدء المبكر بالأنسولين قد يكون مفيداً لإبطاء تدهور خلايا البنكرياس وت prolong its function.

وأكدت د. دلال الرميحي أنه لا يوجد علاج نهائي لـ LADA حتى الآن، لكن التشخيص المبكر والالتزام بالعلاج المناسب يُسهم في الحفاظ على وظيفة البنكرياس لفترة أطول وتقليل الحاجة المبكرة للأنسولين. ودعت المرضى إلى فهم طبيعة المرض، طلب الفحوص المناعية، متابعة مستويات السكر بانتظام، واتباع نمط حياة صحي.

كما وجّهت رسالة للأطباء بضرورة التفكير في احتمال هذا النوع لدى البالغين غير المصابين بسمنة مفرطة، أو الذين لا يستجيبون لأدوية النوع الثاني بالشكل المتوقع، مؤكدة أن قياس الأجسام المناعية وفحص كفاءة البنكرياس ضروري لتحديد العلاج الصحيح.

واختتمت د. دلال الرميحي بالقول إن LADA ليس نوعاً نادراً بل نوعاً خفياً بين النوعين الأول والثاني، وأن رفع الوعي به يسهم في تحسين جودة حياة المرضى والحد من المضاعفات.