وليد صبري


قال اختصاصي جراحة الفم والوجه والفكين د. محمد قحطان جبر إن داء السكري من أمراض العصر، وهو ليس مرضاً بحد ذاته فحسب، إنما هو أيضاً مسبب لأمراض عديدة أخرى، من بينها أمراض الفم والأسنان، مشيراً إلى أن المشكلة الرئيسية في مرض السكري هي عندما يكون غير مضبوط وغير مسيطر عليه.

وأضاف د. قحطان في تصريحات لـ"الوطن" أن السكري غير المضبوط يسبب التهابات ونزيف في اللثة، وتراجعاً في اللثة وعظم الفك، وتأخراً في شفاء الجروح، وعدم ثبات زرعات الأسنان، وزيادة في احتمال حدوث الإنتانات والخراجات، واضطرابات في الحالة العصبية والمزاجية، إلى جانب أمور أخرى، وتزداد هذه الأمور وتتراكم مع الزمن، مؤكداً أن مريض السكري يتطلب تعاملاً خاصاً عند علاج أسنانه، لأنه يكون معرضاً لكل هذه الاختلاطات والمضاعفات.

وأوضح أن مريض السكر بحاجة دائمة إلى مجموعة من الاحتياطات عند علاج أسنانه لتكون هذه المعالجة آمنة وخالية من أي مشاكل، والتي نختصرها بالأمور التالية:

أولاً: الاطلاع على التاريخ الطبي للمريض حيث يتوجب على المريض إطلاع طبيب الأسنان على تاريخه الطبي وكل الأمراض التي يعاني منها (إن وجدت) وكل الأدوية التي يأخذها، وهل هو ملتزم مع طبيبه في علاج ومتابعة ضبط السكري، حتى يعرف طبيب الأسنان كيف يخطط لجلسة للعلاج.

ثانياً: يفضل إجراء تحاليل دم عامة حديثة التاريخ لمعرفة وتقييم الوضع العام للمريض، والتي يجب أن تشتمل بشكل أساسي على تحليل السكر التراكمي (HbA1c)، الذي يعطينا فكرة عن معدل السكر في الدم خلال الأشهر الأربعة الماضية، وهل كان المريض خلال هذه الفترة ملتزماً وقادراً على ضبط السكر أم لا، بالإضافة إلى تحاليل أخرى مهمة، منها على سبيل المثال وليس الحصر: تحليل زمن النزف وزمن التخثر لمعرفة هل هناك أي اضطرابات في عملية تخثر الدم أم لا، خصوصاً إذا كانت هناك حاجة لإجراء جراحة أو زراعة أو خلع سن أو أي إجراء فيه نزيف أو دم.

ثالثاً: يفضل أن يحمل المريض معه دائماً ورقة خطاب رسمية من طبيب الغدد أو طبيب العائلة يذكر فيها الطبيب بشكل صريح أنه لا مانع من علاج أسنان المريض، كما يجب أن يذكر إن كان هناك أي تحذيرات أو توجيهات لطبيب الأسنان أو أدوية أو مواد يجب تجنبها كما يجب تحديث هذا الخطاب باستمرار.

رابعاً: إجراء التحليل السريع لسكر الدم في العيادة عند طبيب الأسنان لأنه يعطينا معدل السكر في الدم لحظة التحليل وقبل البدء بأي إجراء علاجي، لأن حالة التوتر والخوف عند المريض ترفع الأدرينالين في الدم والذي بدوره يرفع السكر، كما أن الشعور بالألم أيضاً يرفع السكر، كما أن إبرة المخدر ترفع السكر، فإذا كان السكر مرتفعاً بالأساس قبل البدء بالعلاج فإن الأمور المذكورة ستؤدي إلى مضاعفات قد تكون خطيرة.

خامساً: المحاولة قدر المستطاع أن تكون جلسة العلاج مريحة وهادئة وسريعة لأن الراحة النفسية للمريض تساعد كثيراً في ضبط سكر الدم في مستوياته الطبيعية.

سادساً: يُنصح كل مريض بأن يعطي جلسة علاج الأسنان الوقت والتفرغ والجدية الكافية، وألا يتعامل مع الموضوع باستعجال، وألا تكون جلسة علاج الأسنان ضمن جدول أعماله المزدحم، الأمر الذي ينعكس إيجاباً على المريض والطبيب معاً ويؤدي إلى جلسة علاجية سهلة وسلسة.

سابعاً: إذا كان العلاج يتطلب وقتاً طويلاً يفضل تجزئة العمل على عدة جلسات.

وأخيراً أكد د. قحطان قاعدة مهمة، وهي أن مريض السكري المضبوط هو مثل المريض الذي ليس لديه سكري أصلاً، ويستطيع تلقي كل الإجراءات العلاجية بأمان وسلاسة.