دائماً ما تتبنّى مملكة البحرين مبادرات محلية وإقليمية ودولية يكون لها أكبر الأثر على المديَيْن القريب والبعيد، خاصة إذا كانت تلك المبادرات تستهدف العنصر الشبابي، وذلك يأتي متوافقاً مع التوجيهات والرؤية الملكية السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وبمتابعة حثيثة وحكيمة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله.

ولعل من أبرز تلك المبادرات القيّمة والمتميّزة مبادرة برنامج «قدها» الذي يرتكز على إبراز القدرات الشبابية لدى الشباب البحريني في التحمّل والقوة وتأكيد ما يتمتع به ذلك الشباب الواعد المبتكر المعطاء، من قدرات عالية، وهو ما تراهن عليه المملكة في أن يكون هو المستقبل المشرق لها.

وقبل أيام، رعى سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، رئيس الهيئة العامة للرياضة، رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية، حفل تدشين النسخة الثانية من البرنامج بحضور عدد من الوزراء وكبار المسؤولين والفنانين والمدعوين والضيوف، مشدّداً سموه على أن «إطلاق النسخة الثانية من البرنامج يأتي في إطار الرؤية الطموحة لسمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة لتعزيز دور الشباب البحريني في مسيرة البناء الوطني، وصقل مهاراتهم القيادية والبدنية والنفسية عبر برنامج عملي يحاكي بيئات التدريب العسكري والانضباطي، ويغرس فيهم قيم الالتزام، والعمل الجماعي، وروح التحدي، وخدمة الوطن»، حيث إن تدشين النسخة الثانية يؤكد مدى النجاح الكبير الذي تحقّق في النسخة الأولى من خلال جهود بذلها طاقم العمل والمدرِّبون.

وإذا كان البرنامج يمثّل مساحة متميّزة ونوعية لاكتشاف المواهب والقدرات المختلفة للشباب البحريني فإنه في الوقت ذاته، يُبرهن على أن الاستثمار الحقيقي يكون في شباب المملكة الذين يمثلون المستقبل المشرق والواعد لها، وهو الأمر الذي يعزّز من مكانتها على كافة المستويات وفي مختلف الأصعدة ليرفعوا اسم المملكة عالياً خفاقاً في المحافل الخليجية والإقليمية والعربية والدولية.

ولقد أظهرت الإحصائيات والبيانات مدى الجهد المبذول خلال 60 يوم عمل من التخطيط والتصميم و40 يوم عمل و15 تجربة ميدانية خلال مرحلة التحضير والتنفيذ، بينما تم التصوير في 20 موقعاً على مدى 10 أيام في 50 حدثاً وبـ100 مشارك، في حين استغرق المونتاج 1500 ساعة تصوير و400 مقابلة، فيما تعرض النسخة الثانية من البرنامج مجاناً عبر منصة شاهد بواقع 10 حلقات.

ولعلّ ما صرّح به رئيس المدربين وعدد من المشاركين في البرنامج يجب التوقّف عنده، خاصة من خلال تأكيدهم على أن النسخة الثانية من البرنامج جاءت أكثر قوةً وإثارةً، بما تضمّنته من مراحل تدريبية مكثفة ومهام ميدانية صعبة عكست روح التحدّي والإصرار لدى الشباب البحريني.

إن تلك المبادرات القيّمة التي تستهدف الشباب البحريني تمثّل تجربة وطنية متميّزة تجسّد أسمى معاني الالتزام والانضباط من خلال صقل المشاركين بمهارات بدنية وذهنية يكون لها أكبر الأثر في تعزيز قدراتهم القيادية والريادية، الأمر الذي ينعكس إيجاباً في تكريس جهودهم من أجل تقديم خدمات متميّزة وعطاء وفير للوطن والمجتمع.