عواصم - (وكالات): أحبطت القوات النظامية السورية هجوماً لمقاتلين معارضين على كتيبة الدفاع الجوي في ريف حلب الغربي، واستمرت العمليات العسكرية الواسعة في ريف دمشق أمس، في وقت طلبت تركيا من حلف شمال الأطلسي نشر صواريخ باتريوت على حدودها مع سوريا. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «القوات النظامية سيطرت على كتيبة الدفاع الجوي في منطقة الشيخ سليمان في محافظة حلب بعد محاولة مقاتلين من كتائب المعارضة اقتحامها أمس الأول»، موضحاً أن هذه القوات سيطرت أيضاً على محيط الكتيبة.وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن أن المقاتلين الذين كانوا يحاولون اقتحام الكتيبة تقدموا إلى تلة حيث انفجرت فيهم الألغام التي كانت القوات النظامية زرعتها، بينما كانت هذه القوات تقصفهم بالطيران الحربي. وقال إن 25 معارضاً مسلحاً قتلوا في العملية.واستولت مجموعات مقاتلة معارضة قبل 3 أيام على مقر الفوج 46 القريب من كتيبة الشيخ سليمان في ريف حلب.وقتل أمس 35 شخصاً في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا. ووقعت اشتباكات بين القوات الحكومية ومقاتلين معارضين في محيط حاجز الحامدية جنوب مدينة معرة النعمان في محافظة أدلب التي تعرضت لقصف بالطائرات الحربية.وفي ريف دمشق، تواصل القوات النظامية محاولاتها للسيطرة على معاقل مقاتلي المعارضة في مناطق عدة، وتحاول منذ أيام اقتحام مدينة داريا. وقال المرصد إن الاشتباكات مستمرة في محيط المدينة، مشيراً إلى قصف على بساتينها وحرستا وجسرين في الريف الدمشقي بالطائرات الحربية، وقصف مدفعي على الزبداني والسيدة زينب قرب دمشق. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» من جهتها عن مصدر مسؤول أن وحدات من الجيش السوري «قضت على عشرات الإرهابيين في عملية نوعية نفذتها ضد تجمعاتهم في بساتين داريا الشرقية بريف دمشق».وللمرة الأولى منذ بدء الاضطرابات، سقطت قذيفة هاون في حي أبورمانة الراقي شمال شرق دمشق الذي يضم مقار السفارات والقريب من مكاتب المقر الرئاسي، ما تسبب بمقتل شخص وإصابة آخرين، بحسب المرصد.سياسياً، وفي بروكسل، أعلن حلف شمال الأطلسي أنه تلقى طلباً رسمياً من تركيا لنشر صواريخ دفاع مضادة للصواريخ «باتريوت» على طول حدودها مع سوريا. وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي انديرس فوغ راسموسن على حسابه على تويتر إن «نشر هذه الصواريخ سيعزز قدرات الدفاع الجوية لتركيا بهدف حماية شعبها وأراضيها. وسيساهم في وقف تصعيد الأزمة على الحدود الجنوبية الشرقية لحلف شمال الأطلسي». وسيشكل نشر صواريخ باتريوت سابقة من حيث تدخل الحلف بشكل غير مباشر في النزاع السوري المستمر منذ عشرين شهراً. وأوضح راسموسن أن الطلب التركي «محض دفاعي» ولا يشكل خطوة أولى نحو فرض منطقة حظر جوي. وجدد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إثارة موضوع تسليح المعارضة السورية. وقال في حديث إذاعي إن الرئيس السوري بشار الأسد قادر على «مواصلة قصف المناطق المحررة بطائراته ويملك منها 550»، مشيراً إلى أن المعارضة السورية تطالب «بأسلحة دفاعية، ويمكننا تفهم ذلك». وأضاف «المسالة مطروحة لكنها لم تحل بعد».وفي دبي، صرح رئيس المجلس الوطني السوري المعارض جورج صبرا أن المعارضة تحتاج إلى مبلغ 60 مليار دولار في الأشهر الستة الأولى بعد سقوط النظام في دمشق «لمعالجة القضايا الأكثر ضرورة وحساسية مثل تأمين مساكن للناس وتأهيل دور العبادة والمدارس وغيرها» بهدف منع انهيار الاقتصاد.وأشار إلى «تهدم 2.5 مليون منزل بحسب إحصاءات الأمم المتحدة» في أعمال العنف في سوريا.من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية المغربية أن الاجتماع المقبل لأصدقاء الشعب السوري سيعقد في المغرب في 12 ديسمبر المقبل في مراكش وسيركز خصوصاً على «وسائل تامين الانتقال السياسي».