وليد صبري


أكدت الطبيبة العامة وعضو مجلس إدارة جمعية السكري البحرينية د. نجوى أبو طالب أن مرحلة كبار السن تُعد مرحلة مميزة من عمر الإنسان، تتميّز بخصوصية في التغيرات الجسدية والنفسية والفسيولوجية، ولا تعتمد فقط على عدد السنوات. فالعمر الزمني هو مجرد رقم، بينما العمر البيولوجي يعكس مدى استجابة الجسم للتغيرات الجسدية والوظيفية، أما العمر النفسي فهو إحساس الفرد بذاته وحيويته.

وأوضحت أن منظمة الصحة العالمية وضعت هدفاً للشيخوخة الصحية يقوم على تأخير التأثيرات السلبية للتقدم في العمر، والحفاظ على القدرات الجسدية والذهنية، وضبط الأمراض المزمنة لضمان حياة نشطة ومليئة بالعطاء.

وقالت: "في هذا الإطار، يبرز موضوع القدم السكرية عند كبار السن كأحد التحديات الصحية المهمة، إذ تتداخل فيه العوامل الفسيولوجية الناتجة عن التقدم في السن مع تأثيرات مرض السكري على الأعصاب والأوعية الدموية والجلد".

وعن التغيرات الفسيولوجية المؤثرة عددت د. أبو طالب مجموعة من التغيرات التي تطرأ مع التقدم في العمر، وتؤثر مباشرة في صحة القدمين، ومنها:

1. نقص مرونة الجلد والكولاجين، مما يجعل الجلد أكثر جفافاً وتعرّضاً للتشققات.

2. ترقق الطبقة الدهنية تحت الجلد، فتقل الحماية ضد الضغط والاحتكاك.

3. تراجع النهايات العصبية المسؤولة عن الإحساس بالحرارة أو الألم، وهو ما يشكّل خطرًا كبيرًا لعدم الشعور بالإصابات.

4. نقص الغدد العرقية والدورة الدموية الطرفية، ما يؤدي إلى بطء التئام الجروح.

5. قلة الخلايا المنتجة للأصباغ، مما يضعف مقاومة الجلد للأشعة فوق البنفسجية والعوامل الخارجية.

وفيما يتعلق بأعراض ومشاكل القدم السكرية، بيّنت أن القدم والساقين يُعدان من أكثر المناطق عرضة للمضاعفات، وتشمل الأعراض:

• الخَدَر أو فقدان الإحساس بالألم والحرارة.

• الجروح والتقرحات التي قد تمرّ دون ملاحظة بسبب ضعف الإحساس.

• تورم القدمين أو تغير لونهما إلى الأحمر أو الأزرق.

• التهابات متكررة وصعوبة التئام الجروح.

وأكدت أن الوقاية تبدأ بالعناية اليومية بالقدمين، مثل فحصهما يومياً بحثاً عن أي جرح أو احمرار، وغسلهما وتجفيفهما بلطف، واستخدام مرطبات مناسبة لتجنب الجفاف، وارتداء أحذية مريحة وواسعة، مؤكدة أنه ينبغي على كبار السن المصابين بالسكري متابعة مستويات السكر بانتظام وزيارة الطبيب المختص عند ظهور أي تغير غير طبيعي.

وأضافت أن العناية بالقدم السكرية لدى كبار السن تُعد مسؤولية مشتركة بين الفرد والأسرة والفريق الصحي، وهي مفتاح للحفاظ على جودة الحياة وتجنب المضاعفات التي قد تؤدي إلى فقدان الطرف أو الإعاقة.