وليد صبري
قال استشاري جراحة التجميل والترميم وعضو جمعية أصدقاء الصحة د. أشرف الشايب إن مرض السكري يُعدّ من الأمراض المزمنة التي لا تقتصر مضاعفاته على ارتفاع مستوى السكر في الدم فحسب، بل تمتد لتؤثر على الجلد والأنسجة والأوعية الدموية، والأعصاب، مما قد يترك آثاراً جسدية ونفسية عميقة لدى المريض. ومن هنا، برزت أهمية عمليات الترميم والتجميل كخيار طبي داعم لتحسين جودة حياة المرضى الذين عانوا من مضاعفات هذا المرض.
وأضاف أن القصة تبدأ غالباً بجروح بسيطة لا تلتئم بسهولة بسبب ضعف الدورة الدموية أو تلف الأعصاب والأنسجة، لتتطور أحياناً إلى تقرحات مزمنة أو بتر جزئي في القدم أو أصابعها. هذه الحالات لا تمس الشكل الخارجي فحسب، بل تؤثر أيضاً على الحالة الوظيفية والنفسية وقدرة المريض على ممارسة حياته اليومية. وهنا يأتي دور الطب الترميمي والتجميلي الذي يجمع بين الجراحة والعناية التخصصية لإصلاح الأنسجة المتضررة واستعادة الشكل والوظيفة.
وأوضح أن جراحة التجميل والترميم تجمع بين الجراحة والعناية التخصصية لإصلاح الأنسجة المتضررة واستعادة الشكل والوظيفة، من خلال عدة أنواع من الإجراءات والعمليات الجراحية منها:
- ترميم الجلد والأنسجة باستخدام رقع جلدية تؤخذ من مناطق سليمة في جسم المريض لتغطية الجروح المزمنة أو تقرحات القدم السكري.
- إعادة بناء الأطراف بعد البتر الجزئي، وذلك باستخدام تقنيات جراحية متقدمة لاستعادة وظيفة الجزء المبتور.
- الجراحات التجميلية الترميمية لعلاج الندبات أو التشوهات الناتجة عن الالتهابات أو الجروح، مما يساهم في تحسين المظهر العام واستعادة الراحة النفسية للمريض.
- العناية بالقدم السكري ضمن برامج متعددة التخصصات تدمج بين طب الباطنية المختص بعلاج السكري والجراحة العامة وجراحة الأوعية الدموية، وجراحة التجميل والترميم وجراحة العظام واختصاص العناية الجلدية للقدمين لتقليل خطر المضاعفات المتكررة.
وأكد أن هذه العمليات لا تُعتبر بديلاً عن التحكم الجيد بالسكري، بل هي جزء من خطة علاج شاملة تهدف إلى الوقاية من المضاعفات في المقام الأول. فنجاح أي عملية ترميم يعتمد على استقرار مستوى السكر في الدم، والتوقف عن التدخين، والالتزام بالعلاج والمتابعة الدورية مع الطبيب المختص.
وقال إن عمليات الترميم تلعب دوراً مهماً من الناحية النفسية حيث تعيد الأمل والثقة بالنفس، خصوصاً لدى المرضى الذين عانوا من فقدان جزء من أجسادهم أو تغير شكلهم الخارجي. فالشكل الجسدي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالجانب النفسي، واستعادة هذا التوازن ينعكس إيجابياً على الصحة النفسية والوظيفية.
وشدد على أن الوقاية تبقى دائماً خير من العلاج من خلال العناية اليومية بالقدمين، وضبط مستوى السكر في الدم، واتباع نظام غذائي صحي، وممارسة النشاط البدني المنتظم، كلها مجتمعة خطوات أساسية لتقليل احتمالية الحاجة إلى تدخلات جراحية ترميمية أو تجميلية لاحقاً.
وبيّن أن عمليات الترميم والتجميل لمرضى السكري تمثل بارقة أمل جديدة تعيد للمرضى القدرة على الحركة بثقة، والاستمتاع بالحياة، فالتجميل والترميم في هذه الحالات ليس رفاهية، بل هو جزء من رحلة التعافي واستعادة جودة الحياة، مشيراً إلى أن التعايش مع مرض السكري ممكن عندما يقترن الوعي بالمرض ومضاعفاته بالعناية المستمرة والمتابعة الطبية الدقيقة.