هبة محسن
استقبلت غرفة تجارة وصناعة البحرين وفد تجارياً رفيع المستوى من مدينة لوبلين البولندية للاطلاع على أبرز الفرص والمشاريع الاستثمارية والتجارية المتوفرة في البحرين، وذلك في إطار تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين مملكة البحرين وجمهورية بولندا، وتنمية العلاقات الثنائية في مجالات تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي والحلول الرقمية، وقطاعات الإنشاءات والعقارات، وصناعات الأغذية الزراعية، والتعليم.
واتفق الجانبان على تعزيز التعاون المشترك في مجالات التكنولوجيا، والتعليم والعقار، والتصنيع، والغذاء، ودعم الشركات الناشئة والمشاريع الصغيرة والمتوسطة لدعم نمو الشركات الناشئة في أسواق البلدين وزيادة استثماراتها، كما تم التأكيد على أهمية تشجيع المشاريع الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال على الاستثمار في قطاعات الاقتصاد، منوهين على أن هذا التعاون يسهم في زيادة مساهمة القطاع الخاص في الناتج المحلي وتعزيز الاستثمار في الأسواق الجديدة.
وكشف رئيس غرفة تجارة وصناعة البحرين سمير ناس أن حجم التبادل التجاري بين البحرين وبولندا تجاوز 160 مليون دولار في عام 2024، منوهاً إلى أن البحرين تقدم بيئة أعمال محفزة للمستثمرين الأجانب، وتوفر ملكية أجنبية بنسبة 100% في معظم القطاعات، بالإضافة إلى صفر ضرائب على الدخل والشركات، مما يجعلها وجهة جاذبة للمستثمرين.
وذكر أن قطاع الأغذية في بولندا يعد من أكبر وأهم القطاعات الإنتاجية في أوروبا، ويعتبر مصدراً رئيسياً للمنتجات الغذائية عالية الجودة التي تحظى بسمعة عالمية قوية، مؤكداً أن القطاع الخاص البحريني يولي أهمية كبيرة لتنويع مصادر الغذاء، وهو ما يتماشى مع استراتيجية المملكة لتعزيز الأمن الغذائي على المدى الطويل، لذلك يتطلع إلى توسيع التعاون مع بولندا في هذا القطاع الحيوي؛ نظراً للفرص الكبيرة التي يوفرها القطاع الزراعي البولندي بما يسهم في تحسين توفير الإمدادات الغذائية وضمان استدامتها فضلاً عن تعزيز القدرة التنافسية في السوق البحريني.
وترأس الوفد الزائر نائب مارشال إقليم لوبليسكي بيوتر بريش، ورئيس غرفة التجارة والصناعة في لوبلين داريوش ييدلينا، حيث كان في استقبالهما رئيس الغرفة سمير ناس، والنائب الأول لرئيس الغرفة خالد نجيبي، إلى جانب عدد من أعضاء مجلس الإدارة، ومجموعة من رجال الأعمال وأصحاب الشركات من كلا الجانبين.
وفي بداية اللقاء أكد ناس على أن زيارة الوفد البولندي تمثل فرصة كبيرة لتعزيز التعاون بين البحرين وبولندا في مجالات عدة بما في ذلك التكنولوجيا المتقدمة، والابتكار في قطاع البناء، وصناعة المواد الغذائية، والتعليم، مضيفاً أن هذه اللقاءات تعد خطوة هامة نحو تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين وفتح آفاق جديدة من التعاون المشترك.
وسلط ناس الضوء على الموقع الاستراتيجي للبحرين في قلب الخليج العربي، والذي يتيح الوصول المباشر إلى سوق مجلس التعاون الخليجي بقيمة تريليوني دولار، مما يعزز مكانتها كمركز تجاري رائد في المنطقة، لافتاً إلى أهمية الاستفادة من الموارد الطبيعية في إقليم لوبليسكي البولندي، لا سيما الكهرمان البولندي الذي يتميز بتاريخه العريق في منطقة الخليج، حيث كان يستورد على مدار قرون، واستخدم على نطاق واسع في صناعة السبح، حيث إن توسيع التعاون مع لوبلين في هذا القطاع سيسهم في تعزيز التجارة الثنائية القائمة على التراث والحرفية والاستدامة، مما يفتح أفقاً جديداً لتعميق الشراكات التجارية.
وشدد ناس على ضرورة التنسيق بين الجانبين في الفترة القادمة لزيادة التعاون المشترك في مختلف المجالات خاصة وأن البحرين توفر فرصاً استثمارية وتجارية كبيرة ومتنوعة يمكن للجانب البولندي الاستفادة منها في ظل التشريعات والقوانين المحفزة للمستثمرين، لافتاً إلى الدعم الكبير الذي يقدمه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، للاستثمار والمستثمرين وحرص الحكومة الدائم على تهيئة بيئة الأعمال والاستثمار في مملكة البحرين بما انعكس إيجابيا على مختلف مؤشرات الأداء الاقتصادي، وساهم في تعزيز مكانة البحرين كمركز اقتصادي رائد في المنطقة.
ومن جهته أعرب بريش عن تقديره للجهود المتميزة والمبادرات الحضارية الرائدة التي تقوم بها مملكة البحرين في مختلف المجالات والقطاعات، مؤكداً على الدعم الكامل الذي تقدمه الحكومة البولندية لجميع المبادرات ومشاريع التعاون الثنائي مع مملكة البحرين، والذي تجلى بوضوح من خلال زيارة غرفة البحرين إلى مدينة لوبلين في يوليو الماضي، والتي أسفرت عن إقامة منتدى الأعمال البحريني البولندي.
وأضاف أن المباحثات الحالية تمثل فرصة هامة لاستعراض العروض البولندية في عدة مجالات استراتيجية، منها الأمن الغذائي، والعقار، وتكنولوجيا المعلومات، وقطاع التعليم، لافتاً إلى أن الشراكة البحرينية البولندية في مجال الاستثمارات المتبادلة تحمل العديد من الفرص التي لم يتم استكشافها بعد ما يتيح آفاقا واسعة للتعاون المستقبلي، داعياً مجتمع الأعمال البحريني إلى زيارة بولندا لاستكشاف المزيد من الفرص الاستثمارية التي تنعكس على تطوير العلاقات الثنائية المشتركة بين البلدين الصديقين.
بدوره أشار رئيس غرفة التجارة والصناعة في لوبلين، إلى أن مملكة البحرين تشكل بوابة هامة للانطلاق إلى أسواق المنطقة، ولا سيما أسواق دول مجلس التعاون الخليجي، وتعزيز التعاون في مجالات عديدة، منها التبادل السلعي والاستثماري وقطاعات البناء والمعمار والتكنولوجيا والغذاء بما يعود على الشركات البحرينية والبولندية بالتطوير والتنمية، مؤكداً أن المرحلة القادمة تستدعي تعزيز أوجه التعاون الاقتصادي المشترك عبر وضع خطط تنفيذية وتشكيل لجان مشتركة بين الجانبين لتفعيل الاتفاقات ومتابعة المشروعات؛ مما يعكس تطلعاً واضحاً لتعميق العلاقات التجارية بين البحرين وبولندا.
وفي سياق متصل أشار نجيبي إلى أهمية الاقتصاد البولندي وقدرته على تحقيق نمو ملحوظ رغم التحديات الاقتصادية العالمية، مؤكداً أن زيارة الوفد البولندي للغرفة تمثل خطوة استراتيجية نحو توسيع التعاون الاقتصادي والاستثماري بين الجانبين، وتعكس الفرص الواعدة أمام رجال الأعمال في كلا الجانبين لزيادة حجم الاستثمارات وتنمية التبادل التجاري.
ودعا نجيبي مجتمع الأعمال من كلا البلدين إلى تكثيف جهودهم لتأسيس شراكات استراتيجية جديدة تتجاوز حدود التجارة التقليدية من خلال التعاون في مجالات متقدمة وخدمية لتلبية احتياجات السوق البحريني، مشيراً إلى أن الأرقام الحالية للتبادل التجاري بين البحرين وبولندا لا تعكس الصورة الكاملة للاقتصادين، مما يستدعي تكثيف الجهود لتوسيع آفاق وتحقيق فوائد مشتركة تدعم الشراكات المستقبلية، وتساهم في رفع مستوى العلاقات التجارية بينهما.
فيما أكد النائب الثاني لرئيس الغرفة محمد الكوهجي أن زيارة الوفد البولندي محطة مهمة لمد جسور التعاون الاقتصادي والتجاري بين مملكة البحرين وجمهورية بولندا، مشيراً إلى أن «الغرفة» تنظر إلى هذه الزيارة باعتبارها خطوة عملية نحو فتح آفاق جديدة من الشراكات والاستثمارات المتبادلة بين مجتمعي الأعمال في البلدين الصديقين، بما ينعكس إيجاباً على حجم التبادل التجاري ونقل الخبرات والتقنيات الحديثة إلى سوق البحرين.
فيما دعا نائب الأمين المالي ورئيس المجموعة التنسيقية للجان القطاعية بالغرفة وليد كانو رجال الأعمال في البلدين الصديقين إلى اغتنام هذه الفرصة والبناء على مخرجات هذا اللقاء لتعزيز جسور التعاون الاقتصادي بين البحرين وبولندا، مشدداً على أن مثل هذه اللقاءات المباشرة بين ممثلي القطاع الخاص تشكل منصة عملية لاستكشاف الفرص المتاحة في كلا السوقين، وتمهد الطريق أمام إطلاق مبادرات مشتركة تسهم في رفع حجم التبادل التجاري وتوسيع قاعدة الشركاء التجاريين، بما ينعكس إيجاباً على تنويع الأنشطة الاقتصادية ودعم توجهات التنمية في البلدين.
وأكد عضو مجلس الإدارة عضو المكتب التنفيذي للغرفة النائب أحمد السلوم على أهمية هذا اللقاء في رفد وتنشيط القطاعين التجاري والاستثماري بين البلدين الصديقين، مشدداً على أن المباحثات التي تجريها الغرفة مع الوفد التجاري البولندي تجسد بوضوح الرغبة المشتركة في تأسيس وتطوير مشروعات تجارية واستثمارية، وتعزيز قنوات تبادل الخبرات والمعرفة في مختلف القطاعات ذات الاهتمام المشترك في القطاع الخاص البحريني ونظيره البولندي.
وتناولت المباحثات مع الوفد البولندي سبل تعزيز التعاون في المرحلة المقبلة وما تقوم به مملكة البحرين من مجهودات على المستوى الاقتصادي خاصة في مجالات البنية التحتية، والتشريعات المتقدمة، والمقومات الاستثمارية، بالإضافة إلى التحول الرقمي من خلال تبني التكنولوجيا المتطورة لتعزيز التنمية الاقتصادية وسهولة ممارسة الأنشطة التجارية والأعمال بما يصب في صالح زيادة التبادل التجاري والاستثماري في السوقين البحريني والبولندي والاستفادة من مرحلة التطوير والتنمية التي تمر بها مملكة البحرين على كافة المستويات ومختلف الأصعدة.
وأبدى الجانبان اهتماماً كبيراً بتعزيز التعاون في مجال الأمن الغذائي والزراعة، حيث نُوقِشَت زيادة التبادل التجاري للسلع الغذائية والمنتجات الزراعية كما سُلِّط الضوء على بولندا كأحد أكبر الدول المنتجة للحوم في أوروبا، وناقش الجانبان سبل تعزيز التعاون التجاري في هذا القطاع، خاصة مع البحرين ودول مجلس التعاون الخليجي، مؤكدين على أهمية عقد لقاءات ثنائية مباشرة بين مجتمعي الأعمال في البلدين لتبادل المعلومات والأنشطة ذات الاهتمام المشترك.