في إنجاز علمي يُعزز مكانة التعليم نحو الابتكار المستدام، نجح طلبة الهندسة الكهربائية والإلكترونية في الجامعة الخليجية، وبإشراف د. وليد الفزاني، في تطوير محطة طقس ذكية باستخدام نظام إنترنت الأشياء (IoT) داخل الحرم الجامعي في سِند. تهدف هذه المحطة إلى مراقبة البيئة المحلية بشكل لحظي، وتوفير بيانات دقيقة تدعم متخذي القرار، وتسهم في تحسين حياة المجتمع.
وتقوم المحطة الطلابية المتكاملة بجمع بيانات حساسة تشمل قياس درجة الحرارة الفعلية، ونسب الرطوبة المحلية، وجودة الهواء ومستوى الملوثات (ppm)، بالإضافة إلى قياس مستوى الضوضاء البيئية بالديسيبل. ويمكن للجميع متابعة هذه البيانات مباشرة عبر الرابط المخصص للمحطة.
وفي تعليقه على المشروع، أشار د. وليد الفزاني إلى الأهمية الكبيرة لهذه البيانات قائلاً: "لا تأتي هذه المعلومات من خرائط تقديرية، بل من قلب سِند، حيث تُظهر الفروقات الحقيقية في جودة الهواء والضوضاء والحرارة. هذه المعلومات هي قيمة علمية ومجتمعية حقيقية، تفوق ما توفره التطبيقات التقليدية."
ويدخل هذا المشروع في إطار استراتيجية الجامعة الخليجية في تطبيق التعليم القائم على المشاريع (Project-Based Learning)، والتي تهدف إلى تعزيز مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات لدى الطلاب. من خلال المشاركة في هذا المشروع، طُبِّقت مفاهيم التعلم التفاعلي بإتاحة الفرصة للطلاب لتطوير مهاراتهم الأكاديمية من خلال مواجهة تحديات حقيقية في البيئة، ما يعزز من قدرتهم على الابتكار، ويجهزهم لسوق العمل.
ويتماشى هذا الابتكار مع العديد من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، بما في ذلك الصحة الجيدة والرفاهية، والصناعة والابتكار، والمدن والمجتمعات المستدامة، مما يشكل قيمة إضافية لرؤية البحرين 2030.
فالمشروع لا يُعتبر مجرد محطة لمراقبة الطقس، بل هو منصة حقيقية تدعم التخطيط الحضري والمدن الذكية. كما تلعب دورًا جوهريًا في مساعدة الصناعات على مراقبة الضوضاء والتلوث، وتقييم تأثير البيئة على صحة المواطنين. بالإضافة إلى ذلك، يعد هذا التطوير أداة بحثية علمية متاحة للطلاب والباحثين، ويمكن التوسع فيه ليصبح شبكة محطات مراقبة بيئية على مستوى المملكة.
علاوة على ذلك، يبرز دور الطلبة في إنجاز هذا المشروع، حيث قام حسن أحمد بتطوير النظام وجمع البيانات، بينما أسهم غيث يونس في التصميم باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد، مما يُظهر قدراتهم التنافسية ومهاراتهم العملية.
وبهذا يُمثل المشروع بداية قصة بيئية وطنية تسهم في حماية البيئة وتعزيز الصحة العامة. ويعكس هذا الإنجاز الجهود المستمرة للجامعة الخليجية في تطوير ابتكارات تخدم المجتمع وتدعم الاستدامة، ويُعتبر نموذجًا يُحتذى به في التعليم القائم على المشاريع.