ليس المواطن الخليجي وحده من يعقد الكثير من التطلعات على القمة الخليجية التي تستضيفها مملكة البحرين الأربعاء المقبل، وإنما المواطن العربي أيضاً، في سوريا، وفي مصر، وفي السودان، والعراق وقطاع غزة وغيرها من الدول العربية، يتطلع إلى أن تسهم مخرجات هذه القمة خيراً عليه وعلى أولاده ومجتمعه ومستوى معيشته، خاصة وأنه يدرك أن دول مجلس التعاون الخليجي باتت اللاعب الأساسي في المنطقة، وتدفع لتعميم تجاربها في الأمن والاستقرار والازدهار على سائر دول المنطقة.
ولطالما أثمرت الجهود الخليجية الموحدة في تدشين مشروعات نهضوية وتنموية نوعية حققت أكبر الأثر في تعزيز مسيرة الازدهار والتنمية داخل دول الخليج العربي وخارجها أيضاً: الربط الكهربائي الخليجي وصل إلى العراق، وتجربة البحرين في التكنولوجيا المالية باتت مرجعاً يحتذى في دول مثل سوريا، أيضاً الاستثمارات الخليجية في مصر تحقق أرقاماً متنامية خاصة في الفترة الأخيرة. هذه أمثلة على أن خير الخليج العربي خير الجميع.
مشروع سكة حديد الخليج العربي البالغ طوله نحو 2170 كلم شريان حياة لدول الخليج العربي من المرتقب أيضاً أن يصلها في الدول المجاورة مستقبلاً، ليشكل عصب سلاسل الإمداد في المنطقة. أيضاً خطوط النقل البحري التي كان آخرها الخط البحري بين مملكة البحرين ودولة قطر. لكل ذلك أبعاد تجارية واقتصادية واستثمارية، لكنه يحمل أيضاً أبعاداً ثقافية واجتماعية.
لنتحدث أيضاً عن مواضيع الفضاء، والذكاء الاصناعي وغيرها من المسائل التي تحقق فيها دول الخليج العربي تقدّماً كبيراً، وتفتح الباب أمام مشاريع مشتركة في البنية التحتية الرقمية، وتطوير المهارات، وبناء نظم حوكمة حديثة تعزز الابتكار وتستقطب المواهب والخبرات العالمية، ليكون الخليج العربي مركزاً لصناعة المستقبل.
إن المواطن العربي، وهو يتابع مسار هذه المشاريع الاستراتيجية، يدرك أن مستقبل المنطقة مرهون بقدرتها على توحيد الصف، وتنويع الاقتصاد، والاستثمار في التكنولوجيا، وتعزيز الترابط اللوجستي والبنى التحتية المشتركة، ومن هنا، يترقب المواطن العربي القمة الخليجية بوصفها محطة مفصلية تجدد الأمل في مستقبل أكثر استقراراً وازدهاراً للمنطقة وشعوبها.