في الأوضاع الطبيعية، وخلال عطلة نهاية الأسبوع تكون شوارع البحرين مكتظة بالازدحام. طبعاً نتحدث عن إجازة أسبوعية للمواطنين والمقيمين، إضافة لتوافد أشقائنا الخليجيين، بالأخص عبر جسر الملك فهد. فما بالكم لو كانت بلادنا تحتضن فعاليات ومؤتمرات وأحداثاً كبيرة؟!

خلال الأيام الماضية شهدنا ازدحاماً كبيراً، والسبب يعود لإقامة ثلاثة معارض كبيرة ورفيعة المستوى، يضاف إليها الإجازات المدرسية في بعض دول الخليج العربي الشقيقة، مع الوضع في الاعتبار الاستعداد لعقد القمة الخليجية في المنامة برئاسة البحرين، ووجود وفود عديدة تصل للمشاركة.

في جانب يراه البعض حراكاً إيجابياً ينعكس على الاقتصاد والسياحة، وفي جانب آخر يفكر البعض بكيفية تجاوز هذه الزحمة في الشوارع، خاصة وأنها تؤثر على الحركة وتتحكم في مشاوير الناس والأهم خلال انتقالهم إلى أعمالهم.

أدرك بأن المسألة محط اهتمام الجهات المسؤولة، وأن الجميع يرغب في الوصول لمرحلة تكون فيها شوارعنا خالية من الازدحامات وتستوعب الأعداد الكبيرة من السيارات، خاصة وأننا لو تحدثنا فقط عن البحرين لوجدنا أن عدد السيارات متضخم وكبير جداً، فما بالكم بسيارات الأشقاء الذين يزوروننا؟!

وزارة الأشغال، وعبر إدارة الطرق تبذل جهوداً كبيرة لإنشاء مسارات سريعة وجسور، وهي تسابق الزمن في هذا الأمر، بانتظار الانتهاء من هذه المشاريع التي ستصنع فارقاً بالتأكيد.

لكن كل ذلك لا يمنع من التفكير بحلول إضافية، أو المشاركة بمقترحات يمكن أن تسهّل الحركة المرورية، مثل بيان النقاط الحرجة التي تحصل فيها بعض الاختناقات والتي يمكن علاجها بتواجد رجال المرور، والذين بدورهم أيضاً يقومون بجهود كبيرة.

لكنْ، هناك رصد بالتأكيد لبعض المواقع مثل التقاطع القريب من المرفأ المالي ومدخل سوق المنامة، والتي بسبب عدم احترام المربع الأصفر هناك مسار بالكامل وهو الذي يكون في وضعية الدوران المعاكس، هذا المسار بالكاد يتحرك في وقت الزحمة لأن المسار المتجه لجسر المحرق تتكدس فيه السيارات بطريقة تدفع البعض للوقوف على المربع الأصفر، بالتالي حين تفتح الإشارة للاتجاه المعاكس الذي ذكرناه لا يمكن لأي سيارة أن تعبر، وأتحدث شخصياً لأنني مررت بهذه التجربة وتمنيت وجود ولو رجل مرور واحد عند الإشارات خلال فترة الظهيرة، لأنه لو تواجد لما وقف أحد بسيارته فوق المربع الأصفر، لأنه سيتحصل على مخالفة على الفور.

عموماً، هناك فكرة طرأت لي وأنا أتابع خرائط «قوقل» سعياً للبحث عن مسار غير مزدحم، إذ في الخريطة ترى المساحة البحرية بين جزيرة «النبيه صالح» على مسار جسر سترة، وبين الساحل الغربي لـ«جرداب»، وهنا على سبيل الافتراض لو تم بناء جسر، قد يصل طوله لربع أو ثلث طول جسر سترة، سيربط بين المنطقتين، ما يعني الوصول بشكل أسرع لمدينة عيسى والرفاع وغيرهما.

كل هذا الكلام هدفه التفكير معاً، وافتراض «ماذا لو» بشأن بعض الحلول، ولربما هي أفكار موجودة وهناك دراسة بشأن تطبيقها، دون نسيان تقدير الجهود الكبيرة التي تبذل، لكن الحقيقة تقول بأن الازدحام مشكلة، لا توجد فقط في البحرين، بل في كل الدول بالأخص التي تحتضن فعاليات وتنتعش فيها السياحة، وتتميز بمساحتها الجغرافية غير المترامية، والتي تعني حتمية وجود كثافات عديدة تتركز في أغلب المناطق.