نظّمت كلية العلوم الطبية والصحية بالجامعة الأهلية دورة تدريبية متخصصة في الإسعافات الأولية داخل حرمها الجامعي، في إطار حرصها على تعزيز الوعي الصحي ورفع كفاءة الطلبة والكوادر الأكاديمية والإدارية، ولا سيما طلبة العلاج الطبيعي وعلم التغذية، بما يسهم في إعدادهم مهنيًا ومجتمعيًا للتعامل مع الحالات الطارئة بثقة ومسؤولية.وفي كلمته الافتتاحية، شدّد رئيس الجامعة البروفيسور منصور العالي على أن الإسعافات الأولية تُعد من المهارات الضرورية التي ينبغي أن يمتلكها كل فرد في المجتمع، مؤكدًا أنها تمثل مسؤولية إنسانية قبل أن تكون معرفة تخصصية، لما لها من دور حاسم في إنقاذ الأرواح والحد من المضاعفات، مشيرًا إلى أهمية اكتساب هذه المهارات عبر برامج تدريبية مُعتمدة.من جانبه، أعرب الدكتور محمد العيسوي، عميد كلية العلوم الصحية، عن اعتزازه بتنظيم هذه الدورة، موضحًا أن رسالة الكلية لا تقتصر على التعليم النظري، بل تمتد إلى تنمية المهارات العملية وترسيخ مفاهيم السلامة والجاهزية للتعامل مع الطوارئ، مؤكدًا أن هذه البرامج تُسهم في إعداد خريجين أكثر كفاءة وقدرة على خدمة مجتمعهم في مختلف الظروف.وقدّمت المحاضرة فاطمة المروزق عرضًا شاملًا حول المبادئ الأساسية للإسعافات الأولية بوصفها الرعاية الأولية التي تُقدّم في الحالات الطبية الطارئة، بهدف الحفاظ على حياة المصاب ومنع تدهور حالته. حيث استعرضت أهم الإجراءات الواجب اتباعها عند التعامل مع الجروح والنزيف وطرق إيقافه، إلى جانب شرح أنواع الحروق ودرجاتها والإجراءات الفورية اللازمة لتبريد موضع الحرق وحمايته، إضافة إلى أساليب التعامل مع الكسور والالتواءات عبر تقنيات التثبيت والقاعدة المعروفة بـ"الحماية والراحة والثلج والضغط والرفع"، فضلًا عن توضيح كيفية التعامل مع بعض الاضطرابات الصحية الطارئة مثل ارتفاع أو انخفاض ضغط الدم ونقص السكر في الدم.وفي الجانب العملي، أدار الدكتور علي إبراهيم تدريبًا تطبيقيًا حول دعم الحياة الأساسي، حيث شرح بروتوكولات الإنعاش القلبي الرئوي وسلسلة البقاء التي تبدأ بالاكتشاف المبكر للحالة الطارئة، مرورًا بالتدخل السريع واستخدام جهاز إزالة الرجفان الخارجي الآلي، وصولًا إلى مرحلة الرعاية اللاحقة. وتضمن التدريب تطبيقًا عمليًا للخطوات الأساسية بدءًا من التأكد من سلامة الموقع وطلب المساعدة وفحص التنفس والنبض، وانتهاءً باستخدام الأجهزة المخصصة في سيناريوهات محاكية للواقع.وتمثل هذه الدورة استمرارًا لجهود الجامعة الأهلية الرامية إلى تعزيز الجاهزية المجتمعية وإعداد كوادر طبية وصحية مؤهلة للتعامل بكفاءة مع مختلف الحالات الطارئة.