أكد استشاري جراحة المسالك البولية والمناظير، والمدير الطبي لـ"AJ Medical Center" د. أكبر جلال أن صحة الرجل ليست رفاهية، بل مسؤولية شخصية ومجتمعية. معظم الأمراض التي تصيب الرجال يمكن كشفها مبكراً وعلاجها بفعالية عالية، لكن التحدي الأكبر هو تأخر الكثيرين في طلب الرعاية الطبية، داعياً كل رجل في البحرين إلى الاهتمام بصحته، وإجراء الفحوصات الدورية، ومراجعة الطبيب عند ظهور أي أعراض.
وقال د. جلال السنوات الأخيرة شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في الاهتمام العالمي بصحة الرجل، في ظل أرقام مقلقة تشير إلى أن 70% من الوفيات المبكرة بين البالغين حول العالم هي بين الرجال.
ورغم هذا الواقع، تُظهر الدراسات أن الرجال أقل زيارة للطبيب بنسبة 24% مقارنة بالنساء، وغالباِ ما يؤجلون طلب الرعاية الصحية حتى تتفاقم الأعراض وتظهر المضاعفات.
أمراض شائعة.. ووقاية ممكنة
وأوضح أن صحة الرجل ترتبط بعدد من الأمراض الشائعة التي يمكن الوقاية منها أو معالجتها مبكراً، ومن بينها:
- سرطان البروستاتا: يُعد الأكثر شيوعاً بين الرجال في أكثر من 100 دولة، مع تسجيل 1.4 مليون إصابة جديدة سنوياً عالمياً. وتؤكد البيانات أن نسبة الشفاء تتجاوز 95% عند اكتشافه في المراحل المبكرة.
- تضخم البروستاتا الحميد: يصيب نصف الرجال بعمر الخمسين، ونحو 90% عند سن الثمانين، مع أعراض تؤثر على جودة الحياة وتستدعي تقييمًا طبياً.
- ضعف الانتصاب: يتعدى كونه مشكلة جنسية، فهو مؤشر مبكر لأمراض القلب لدى 44% من المصابين به.
- السمنة والأمراض المزمنة: يعاني أكثر من 40% من الرجال عالمياً من زيادة الوزن، ما يرفع احتمالات الإصابة بالسكري وارتفاع الضغط.
الصحة النفسية.. جانب لا يقل أهمية
وأضاف أن إحصاءات منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن معدلات الانتحار بين الرجال أعلى بمرتين مقارنة بالنساء، وأن 60% من الرجال يترددون في طلب الدعم النفسي.
ويرى الخبراء أن الضغط النفسي غير المعالج ينعكس على الصحة الجسدية، والعلاقات الاجتماعية، وكفاءة العمل.
وأكد د. جلال أن أسلوب الحياة هو كلمة السر لصحة أفضل، معدداً مجموعة من المؤشرات التي تعكس أهمية اتباع نمط حياة صحي، ومنها:
• قلة النشاط البدني وسوء التغذية يسهمان في 30% من أمراض القلب.
• المدخنون أكثر عرضة للإصابة بسرطان الرئة بمعدل 25 مرة.
• نقص النوم يزيد احتمالات الحوادث بنسبة 50% ويؤثر سلباً على الأداء الجسدي والذهني.
الفحص المبكر.. إنقاذ حياة
وأشار إلى أن الهيئات الطبية العالمية توصي الرجال بالالتزام بالفحوصات الدورية، ومن أهمها:
• فحص PSA وفحص البروستاتا السريري بدءاً من سن 50، أو من 40-45 لمن لديهم تاريخ عائلي.
• فحص السكر في الدم، حيث إن نصف المصابين بالسكري غير مشخصين.
• قياس ضغط الدم بانتظام، إذ يعاني رجل واحد من كل أربعة من ارتفاعه.
• فحص الدهون والكوليسترول بعد سن 35.
• فحص القولون بعد سن 45-50.
وأكد أن صحة الرجل هي ركن أساسي في صحة الأسرة والمجتمع. والاهتمام بها ليس خياراً، بل استثمار ضروري يضمن حياة أفضل ومستقبلًا أكثر إنتاجية. وتبقى التوعية والفحص المبكر والتوجه للطبيب دون تردد، هي مفاتيح الوقاية من أخطر الأمراض وأكثرها شيوعاً بين الرجال.