يوم الاثنين الماضي؛ تداولت معظم مواقع التواصل في البحرين خبر وقوع هزة أرضية، في ساعات الفجر المبكرة، بمنطقة عسكر وجو، حيث أكد العديد من السكان أنهم شعروا بآثار هزة خفيفة، قبل أن تعلن إدارة الأرصاد الجوية الإماراتية عن وجود هزة أرضية في مملكة البحرين بقوة 3.3 ريختر، وهو ما أكدته إدارة الأرصاد الجوية التابعة لوزارة المواصلات والاتصالات في وقت لاحق.
قد يكون من النادر، بالنسبة لنا في البحرين والخليج بشكل عام، أن تقع هزات أو زلازل أرضية، رغم تعرّض كثير من الدول المحيطة بنا، خصوصاً في السنوات الأخيرة، لزلازل وهزات مدمرة، أدت إلى سقوط عشرات الآلاف وإحداث دمار وخراب كبيرين، وهو ما لانزال نتذكر تفاصيله في كل من إيران وتركيا وسوريا وباكستان.
قد تكون الهزة الأرضية في البحرين، رغم ضعفها، مؤشراً على ما قد تشهده المنطقة من تغييرات مستقبلية، خصوصاً ما لاحظناه أن السنوات الأخيرة، حيث شهدت المنطقة كثيراً من التغييرات المناخية، والذي قد يعود إلى التغييرات الكبيرة في الأنظمة البيئية العالمية.
ومع حلول فصل الشتاء؛ قد تشهد البحرين موسم أمطار كثيفاً، ما يستدعي اتخاذ أقصى الإجراءات لضمان عدم تكرار ما حدث في سنوات سابقة من تشكل لتجمعات المياه في الشوارع وتضرر للممتلكات العامة والخاصة، وهي من المشاكل المتكررة مع كل هطول للأمطار.
وزارات ومؤسسات الدولة ذات العلاقة والبلدية مطالبة اليوم بوضع خطة حقيقية وناجعة لضمان عدم تكرار ما يحدث كل عام، فلا يكفي أن تُعقد الاجتماعات وتطلق التصريحات الصحافية المؤكدة على الجاهزية، بل من الضروري أن يتم اتخاذ إجراءات حقيقية، وأن يتم الاعتماد على دراسات هندسية وفنية تفسر سبب حدوث التجمعات المائية، وهي مناطق أصبحت معروفة لكل أهل البحرين، وكذلك الشروع في تنفيذ منافذ لتصريف تلك المياه، وعدم الاكتفاء بتوفير صهاريج لشفطها.
أما الموضوع الأهم فهو اتخاذ إجراءات على الأرض لضمان عدم تضرر منازل المواطنين وممتلكاتهم، والتي نراها كل عام في مناطق محددة مثل اللوزي ووادي السيل وبعض المناطق الأخرى.
في الوقت الذي تُظهر فيه هذه الهزات الخفيفة أن الطبيعة قادرة دائماً على مباغتتنا، يبقى على الجهات المعنية التعامل مع الأمر بجدية، فالاستعداد الحقيقي لا يأتي إلا عبر بنية تحتية مدروسة، وخطط طوارئ قابلة للتنفيذ.
وفي نهاية المطاف، ما يحتاجه المواطن اليوم هو خطوات عملية تثبت أنه قد تم استيعاب الدروس، وأن الصحة والسلامة وحماية الممتلكات أولوية لا تتغير، فالتعامل مع التحديات المناخية يبدأ بالتيقن بأننا أمام واقع جديد يتطلب تفكيراً مختلفاً، ثم ينتهي بعمل ملموس على الأرض. وبين الهزات التي تفاجئنا والأمطار التي تختبر جاهزيتنا، يبقى المهم أن تكون البحرين مستعدة دائماً.