حسن الستري


أكد عدد من الإعلاميين والمحللين السياسيين الخليجيين والعرب أهمية القمة الخليجية الـ46، في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها المنطقة، وأشاروا إلى أن القمة تنعقد في مرحلة حافلة بالتحديات الإقليمية، بدءاً من الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على قطر، مروراً بالتحولات السياسية في سوريا ولبنان والسودان واليمن، وصولاً إلى وقف الحرب في غزة والتداعيات المتواصلة للأزمات الدولية كالحرب الروسية الأوكرانية.

واعتبروا أن حضور قادة دول مجلس التعاون يشكل بحد ذاته رسالة قوة ووحدة، لافتين إلى أهمية التوجه نحو تعزيز منظومة الأمن الجماعي -بما في ذلك بحث إنشاء «قبة حديدية خليجية» - يمثل نقطة تحول في حماية دول المجلس ضد التهديدات الخارجية.

وأوضحوا أن القمة تناولت ملفات اقتصادية محورية تتعلق بتنويع مصادر الدخل، وتطوير منظومات النقل والسكك الحديدية والطيران، والتخطيط لمرحلة ما بعد النفط عبر الطاقة المتجددة، بما يعكس تطلعات المواطنين نحو مزيد من التكامل الخليجي.

وقالوا إن الحضور الدولي في القمة، مثل مشاركة رئيسة وزراء إيطاليا، يؤكد المكانة العالمية لدول الخليج وقدرتها على المساهمة في حل الأزمات الكبرى. كما أشادوا بجهود الاستضافة والتنظيم في البحرين، وبالتوافق الخليجي نحو تعزيز الأمن والاستقرار، وتحصين المنطقة من الفوضى، والحفاظ على مكتسبات العقود الماضية.

وقال د. عيسى العميري، محلل سياسي كويتي ومهتم بالشؤون الخليجية والعربية، إن القمة الخليجية نجحت قبل انعقادها بفضل حضور قادة دول مجلس التعاون، مشيراً إلى أنه خلال العام الماضي، شهدت المنطقة تطورات كبيرة، من بينها اختيار رئيسين جديدين لسوريا ولبنان، بالإضافة إلى وقف الحرب في غزة عبر تعاون خليجي دولي، مؤكداً أهمية اجتماع قادة دول مجلس التعاون الخليجي ودور الأمين العام في التركيز على إنشاء منظومة القبة الحديدية، بعد الاعتداءات الإسرائيلية على قطر.

وأضاف د. العميري أن أي اعتداء على دولة خليجية يُعد اعتداءً على جميع الدول الأعضاء، كما اعتبر إنشاء القبة الحديدية خطوة نحو تعزيز الأمن والاستقرار للشعوب الخليجية.

ولفت إلى التفاعل الاقتصادي بين الدول الخليجية وتنويع مصادر الدخل، خاصة مع الاستعداد للمرحلة التي تلي عصر النفط عبر اعتماد الطاقة المتجددة.

هذه الجهود تتداخل مع ملفات مشتركة مثل مكافحة الإرهاب والمخدرات، ضمن استراتيجية أمنية موحدة لدول مجلس التعاون.

وأشار إلى الحضور الدولي في القمة مثل رئيسة وزراء إيطاليا، مما يُظهر الاعتماد العالمي على دول الخليج لحل الأزمات الكبرى. كما ذكر احتمال تدخل إحدى الدول الخليجية لحل الأزمة الروسية الأوكرانية؛ بسبب حكمة القيادات الخليجية في إدارة الملفات الدولية.

ووصفت رئيسة جمعية الصحفيين الإماراتيين فضيلة المعيني القمة بأنها «قمة التحديات والتحولات»، مؤكدة أن المنطقة شهدت تغييرات كبيرة بعد قمة الكويت، من بينها حرب الاثني عشر يوماً، والاعتداءات على دولة خليجية، وزيارات الرئيس الأمريكي ترامب إلى دول الخليج، ثم زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء إلى واشنطن.

وأشارت إلى التحولات في سوريا والوضع في السودان واليمن، بالإضافة إلى وقف حرب غزة، مؤكدة أهمية التعامل مع الأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية المحيطة بمنطقة الخليج. وأعربت عن الارتياح الذي أحدثه إعلان الأمين العام لدول مجلس التعاون عن قوة دفاع مشتركة، بما يضمن بقاء المنطقة بعيدة عن الفوضى. وشددت على أهمية الحفاظ على المكتسبات التي حققتها الدول الخليجية.

وأكد رئيس قسم التحرير العربي بوكالة الأنباء العمانية نبيل الهادي أن القمة السادسة والأربعين لدول مجلس التعاون الخليجي تُعقد في ظروف استثنائية بعد الغارات الإسرائيلية على الدوحة، مشدداً على أهمية الجانب الاقتصادي للقمة، وما يمكن تحقيقه في مجالات الطيران والسكك الحديدية والتكتلات الاقتصادية، فضلاً عن القرارات السياسية التي تخدم شعوب الخليج.

وأشار إلى دلالة مشاركة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم لأول مرة منذ توليه الحكم، مؤكداً على عمق العلاقات بين سلطنة عمان والبحرين ودورها في تعزيز أهمية القمة وضمان صدور قرارات تفيد المنطقة.

وأكد جمال الياقوت، مدير مكتب صحيفة الجزيرة السعودية في مملكة البحرين وعضو الاتحاد العام للصحفيين العرب تميز مملكة البحرين بكرم الضيافة والترحيب الكبير، مشيداً بافتتاح المركز الإعلامي الجديد أمس، الذي شهد حضوراً لافتاً وتجمعاً كبيراً يعكس مكانة البحرين.

وأعرب الياقوت عن أمله في أن تحقق مخرجات القمة أعلى المستويات، وتلبي تطلعات شعوب منطقة الخليج والشعوب الأخرى.

كما عبّر عن تفاؤله بدور القيادة الحكيمة، متمنياً لها دوام الحفظ والتوفيق. شكراً لكم جميعاً على جهودكم، مع أطيب الأمنيات بالتقدم والنجاح.

أما عبدالله الجنيد، الكاتب والمحلل السياسي البحريني، يرى أن توقيت القمة الخليجية يتزامن مع ملفات حساسة على المستوى العربي والإقليمي والدولي.

أوضح أن المنظومة الخليجية أصبحت نموذجاً متقدماً للدول الوطنية الحديثة في التنمية الاقتصادية والبشرية، مشيراً إلى أهمية تحقيق تطلعات المواطن الخليجي نحو مستقبل أفضل عبر مشاريع كالتوحد الاقتصادي وعملة خليجية موحدة.

وشدد على ضرورة انعكاس القرارات إيجابيًا على التجربة الخليجية وتطويرها لتكون أكثر فعالية.