كتبت - سماح علام:لم تكن غريبة عن زميلاتها الإعلاميات في الملتقى، ولكنها الأكثر ثراء في تجربتها المهنية الميدانية. منى ششتر إعلامية كويتية تتجاوز خبرتها العشرين عاماً، لا تعمل في وكالة الأبناء الكويتية كأي صحفية تغطي الأحداث المحلية فحسب، بل تزاول مهنتها بعشق كبير، جالت بين دول تحمل الأخطار دون خوف، كانت تجهز حقيبتها خلال يوم واحد من أجل السفر في رحلة مهنية لا تعرف ما تخبئه من مصاعب.سافرت منى ششتر لمرات عديدة تاركة عائلة تحمل لها حباً كبيراً، واحتراماً لرسالة مهنتها السامية، زارت أكثر المناطق سخونة في العالم، تحدت الخطر بمسئولية مهنية عالية.ذهبت لتغطي ما خلفه إعصار تسونامي بعد أربع وعشرين ساعة من الإعصار، شاهدت مأساة إنسانية بأم عينها، فمنى دشتي لا تعاصر الحدث بل تحب أن تتواجد داخله.ترجع بذاكرتها لتحكي قصص سفرها على حاملة طائرات، وتنقلها بين دول خطرة كأفغانستان والسودان في أكثر الأوقات حساسية، وأيضاً رحلتها إلى غزة التي سجنت على أثرها في السجون الإسرائيلية إلى أن تم التدخل للإفراج عنها، شاهدت مآسي الفلسطينيين المشتتين، ولامست جراحهم وعاينت أحوالهم عن كثب، لم يكن همها الكتابة فقط، بل أيضاً المواساة وتقديم الدعم المعنوي، فهي تصف نفسها قائلة: (كان وجودي مؤثراً، ففي كل رحلة كنت أضيف بعداً إنسانياً مختلفاً).من يمتلك جرأة منى شتر؟ هكذا تحدثت الإعلاميات المشاركات في ملتقى الصحفيات الخليجيات، من يملك جسارتها وعنفوانها، ومن يملك رباطة جأش كالتي تتحلى بها.وقفت شامخة أمام جميع المشاركات لتصدح بصوتها المؤثر: (بيدكن أن تكن رقماً عصباً على الساحة الإعلامية، وبيدكن أن يكون تواجدكن مؤثراً.. المرأة أقوى من الرجل .. أقولها بتحدي وإصرار، نعم المرأة أقوى، فهي متعددة المسؤوليات والأدوار وهي دائماً ما تنجح في القيام بكل ما تريده شرط التنظيم).كانت هذه منى ششتر التي تحدت الأخطار بقلب امرأة محبة لمهنتها، يميزها عشق المخاطرة ، وجرأتها اللا محدودة.