قال الشيخ خالد السعدون إن «الإيمان بقضاء الله وقدره والاحتساب عند المولى والصبر على البلاء والمحن والشدائد من أهم الدروس المستفادة في ذكرى عاشوراء واستشهاد الإمام الحسين»، مشيراً إلى أن «المنهج فيما حدث ما قاله الله الحقُّ سُبحانه وتعالى: ?وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)».وأضاف الشيخ السعدون أن «المنهجُ في هذه المُصيبة، وفي كلِّ مُصيبةٍ، بل وفي ما هو أعظم من هذه المُصيبة، هو أنْ نسترجع قائلين حين المُصيبة: (إِنَّا لِلهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) ليتحصَّل لنا وعدُ ربِّنا: ?أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ?، موضحاً أنه «علينا أن نتذكر ما هو أعظمُ من هذه المُصيبة، وهو وفاةُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فهي أعظمُ المصائب». وتطرق الشيخ السعدون للحديث عن الإمام الحسين قائلاً «الحُسينُ بنُ عليِّ بن أبي طالب، أبوه أمَارةُ الإيمان، وَمنارةٌ للإسلام، كما صحَّ بذلك الخبرُ عن خيرِ الأنام صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقد روى الإمامُ مسلمٌ في صحيحه عن عليٍّ أنه قَالَ: «وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ، وَبَرَأَ النَّسَمَةَ، إِنَّهُ لَعَهْدُ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيَّ: أَنْ لَا يُحِبَّنِي إِلَّا مُؤْمِنٌ، وَلَا يُبْغِضَنِي إلَّا مُنَافِقٌ». وأمَّا أُمهُ: فهي بَضعةٌ من رَسُول اللَّهِ صَلى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: روى البخاري ومسلم عَنِ المِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي، فَمَنْ أَغْضَبَهَا أَغْضَبَنِي». بل هي سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الجَنَّةِ، وسَيِّدَةُ نِسَاءِ المُؤْمِنِينَ، وسَيِّدَةُ نِسَاءِ هَذِهِ الأُمَّةِ، فعند البخاري ومسلم، عَنْ عَائِشَةَ: «أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ أَهْلِ الجَنَّةِ، أَوْ نِسَاءِ المُؤْمِنِينَ» وفي روايةٍ للبخاري ومسلم: «سَيِّدَةَ نِسَاءِ هَذِهِ الأُمَّةِ»». وفي هذا الصدد يشير الشيخ السعدون إلى أن راوي الحديث هو عائشة بنت أبي بكر، فدلَّ هذا على أنَّ هذا البيت الكريم هو بيتُ النُّبوة الأكرم والأشرف، ومن ثم فلا يعتريه ما يعتري كثيراً من البُيوت من التحاسُد والتدابُر، فحقُّ فاطمةَ على عائشةَ عظيمٌ، فهي بِنتُ حِبِّها، وزوجِها، وهي بِنتُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بل هي بمثابة ابنتها، بل هي بِنتُها، وحقُّ عائشةَ على فاطمةَ كبيرٌ، فهي زوجةُ أبيها، بل هي أُمُّها، ووالله ما أنا أسميتُها، بلِ اللهُ هو الذي حَكَمَ بأنَّها أُمُّها، بل وأمُّ زوجِها وأولادها، وذلك قولُ الحقِّ تبارك وتعالى: ?النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ الله مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا?، وأمَّا جدهُ فهو سيدُ الأنبياءِ والمُرسلين، والحُسينُ سِبطُهُ، بل هو ريحانتُهُ، روى البخاري عَنِ ابْنِ أَبِي نُعْمٍ، قَالَ: «كُنْتُ شَاهِدًا لِابْنِ عُمَرَ، وَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ دَمِ البَعُوضِ، فَقَالَ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ فَقَالَ: مِنْ أَهْلِ العِرَاقِ، قَالَ: انْظُرُوا إِلَى هَذَا، يَسْأَلُنِي عَنْ دَمِ البَعُوضِ، وَقَدْ قَتَلُوا ابْنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَسَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: هُمَا رَيْحَانَتَايَ مِنَ الدُّنْيَا». وذكر الشيخ السعدون أن هناك من يؤكد أن «أهل العراق همُ الذين قتلوا حُسيناً رضي الله عنه، بعد ما كاتبوه وبايعوه، فلمَّا جاءهم، نَكَصوا على أعقابهم، ولعهودهم نَكثوا، وعنه تفرَّقوا، بل وبه وبأهل بيته الكريم غَدَروا، ثم قتلوا».وتابع الشيخ السعدون «أمَّا شرفُهُ هو ذاتُهُ، فحسبُك أيُّها الكريم وصفاً له قولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيه وفي أخيه وأبيه، حين قال فيهم: «الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَأَبُوهُمَا خَيْرٌ مِنْهُمَا».فهذا البيتُ الكريمُ ليس أهلُهُ وَرَثَةَ الجنان، بل هم السادةُ فيها عند ربِّهمُ الرحمن، وكيف لا يكون ذلك واللهُ قد أرادَ لهم شرعاً الخيرَ، إكراماً لنبيِّهِ وأهلِ بيته من نِسائه وذُرِّيَّته وأبناء عُمومته، فقال تبارك وتعالى: ?وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ الله وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا?. استشهاد الحسينقال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (وَكَانَ سَبَبُ قَتْلِ الْحُسَيْنِ أنَّه كَتَبَ إِلَيْهِ أهل العراق يطلبون منه أن يقدم إليهم لِيُبَايِعُوهُ بِالْخِلَافَةِ، وَكَثُرَ تَوَاتُرُ الْكُتُبِ عَلَيْهِ مِنَ العامَّة وَمِنَ ابْنِ عَمِّهِ مُسْلِمِ بْنِ عَقِيلٍ، فلمَّا ظَهَرَ عَلَى ذَلِكَ عُبَيْدُاللَّهِ بْنُ زياد نائب العراق ليزيد بن معاوية، فبعث إلى مسلم بن عقيل يضرب عُنُقَهُ، هَذَا وَقَدْ تجهَّز الْحُسَيْنُ مِنَ الْحِجَازِ إِلَى الْعِرَاقِ، وَلَمْ يَشْعُرْ بِمَا وَقَعَ، فَتَحَمَّلَ بِأَهْلِهِ وَمَنْ أَطَاعَهُ، وَقَدْ نَهَاهُ عَنْ ذَلِكَ جَمَاعَةٌ مِنَ الصَّحابة، مِنْهُمْ أَبُو سَعِيدٍ، وَجَابِرٌ، وَابْنُ عبَّاس، وَابْنُ عُمَرَ، وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ فِي مُسْنَدِهِ، قَالَ: سَمِعْتُ الشعبيّ يَقُولُ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَأُخْبِرَ أنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ قَدْ توجَّه إِلَى الْعِرَاقِ، فَلَحِقَهُ عَلَى مَسِيرَةِ لَيْلَتَيْنِ أَوْ ثَلَاثٍ مِنَ الْمَدِينَةِ، قال: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: الْعِرَاقَ وَمَعَهُ طَوَامِيرُ وَكُتُبٌ، فَقَالَ: لَا تَأْتِهِمْ ، فَأَبَى وَقَالَ: هَذِهِ كُتُبُهُمْ وَبَيْعَتُهُمْ، قَالَ: فَاعْتَنَقَهُ ابْنُ عُمَرَ وَقَالَ: أَسْتَوْدِعُكَ اللَّهَ مِنْ قَتِيلٍ).ثم قال رحمه الله: (فَالْتَقَوْا بِمَكَانٍ يُقَالُ لَهُ كَرْبَلَاءُ بِالطَّفِّ، وَطَلَبَ مِنْهُمُ الْحُسَيْنُ إِحْدَى ثَلَاثٍ: إمَّا أَنْ يَدَعُوهُ يَرْجِعُ مِنْ حَيْثُ جَاءَ، وإمَّا أَنْ يَذْهَبَ إِلَى ثَغْرٍ مِنَ الثُّغور فَيُقَاتِلَ فِيهِ، أَوْ يَتْرُكُوهُ حَتَّى يَذْهَبَ إِلَى يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ فَيَضَعَ يَدَهُ فِي يَدِهِ، فَيَحْكُمَ فِيهِ بِمَا شَاءَ، فَأَبَوْا عَلَيْهِ وَاحِدَةً منهنَّ، وَقَالُوا: لَا بدَّ مِنْ قُدُومِكَ عَلَى عُبَيْدِاللَّهِ بْنِ زِيَادٍ فَيَرَى فِيكَ رَأْيَهُ، فَأَبي أَنْ يَقدمَ عَلَيْهِ أَبَداً، وَقَاتَلَهُمْ دُونَ ذَلِكَ). ولفت الشيخ السعدون إلى أن «من القتلى مع الحُسين رضي الله عنه، أبو بكر بن علي بن أبي طالب، وعمر بن علي بن أبي طالب، وعُثمان بن علي بن أبي طالب، وهؤلاء إخوةُ الحُسين رضي الله عنهم، إضافة إلى أبي بكر بن الحسن بن علي بن أبي طالب، وعمر بن الحسن بن علي بن أبي طالب، وهذان ابنا الحسن رضي الله عنهم». الاحتساب عند اللهوذكر السعدون أن «المنهج هو ما قاله الله الحقُّ سُبحانه وتعالى: ?وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ?. فالمنهجُ في هذه المُصيبة، وفي كلِّ مُصيبةٍ، بل وفي ما هو أعظم من هذه المُصيبة، هو أنْ نسترجع قائلين حين المُصيبة: (إِنَّا لِله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) ليتحصَّل لنا وعدُ ربِّنا: ?أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ?. ثم نتذكر ما هو أعظمُ من هذه المُصيبة، وهو وفاةُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فهي أعظمُ المصائب:فقد روى الطبراني في الكبير عَنْ عَبْدِالرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أُصِيبَ أَحَدُكُمْ بِمُصِيبَةٍ، فَلْيَذْكُرْ مُصِيبَتَهُ بِي، فَإِنَّهَا أَعْظَمُ الْمَصَائِبِ عِنْدَهُ». عقيدةُ أهل السُّنَّة والجماعةوأوضح الشيخ السعدون أن «عقيدة أهل السنة والجماعة في استشهاد الحسين، يتمثل في قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، حين قال في مجموع الفتاوى (وَأَمَّا مَنْ قَتَلَ «الْحُسَيْنَ» أَوْ أَعَانَ عَلَى قَتْلِهِ أَوْ رَضِيَ بِذَلِكَ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ صَرْفاً وَلَا عَدْلًا. قَالَ: فَمَا تُحِبُّونَ أَهْلَ الْبَيْتِ؟! قُلْتُ: مَحَبَّتُهُمْ عِنْدَنَا فَرْضٌ وَاجِبٌ يُؤْجَرُ عَلَيْهِ، فَإِنَّهُ قَدْ ثَبَتَ عِنْدَنَا فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَم، قَالَ: «خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِغَدِيرِ، يُدْعَى خُمًّا بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ إنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ الثَّقَلَيْنِ كِتَابَ اللهِ فَذَكَرَ كِتَابَ اللَّهِ وَحَضَّ عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: وَعِتْرَتِي، أَهْلَ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمُ الله فِي أَهْلِ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمُ اللهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي».العِبرةُ في الذكرىوأوضح الشيخ السعدون أن «العبرةُ من الواقعةِ هي أنَّ الذي رفع الحُسينَ في دُنياهُ وأُخراهُ هو صِدقُهُ وإخلاصُهُ، وجهادُهُ في سبيل الله، بل وقد سألَ الجهادَ في سبيل الله آخِرَ حياتِهِ، لكنَّ القوم قد حالوا بينَهُ وبين الجهاد، وأمَّا كيف نُثبِتُ حُبَّنا للحُسين رضي الله عنه وعن أُمِّه وأبيه، والصلاةُ والسلامُ على جدِّه وآله وصحبه أجمعين فهذا لا يكون بالكلام، وإنما بالسير على أثره، وآثار آبائه وأجداد، والاقتداءِ به، ذلكم بأنَّ الحُسين ما صار حُسيناً، وكذا من قبلُ الحسنُ ما صار حسناً، بل قُل وعليٌّ وفاطمةُ، ومعهم سيد البشر، ما صاروا كما صاروا إلا بالعمل، وصَدَقَ اللهُ حين أرشدَ نبيَّهُ مُعلِّماً، بعد إذ ذكر أنبياءهُ ورُسُلَهُ، فقال: ?أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ). وخلص الشيخ السعدون إلى أن الله عزَّ وجَلَّ بيَّن شرْطَ المحبة في كتابه الكريم، فقال: ?قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ الله فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ قُلْ أَطِيعُوا اللهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ?، موضحاً أن الإنسان الصادق في حُبِّه لأولئك الكِبارِ في أنفسِهم، والكِرام في خُلُقِهم، والعِظامِ في عُبوديَّتِهم لله ربِّهم، عليه أن يتبع آثارهم لينجو، ولا يكب في الهاوية، بل وفي الدرجات عند الله في جِنانه يسمو».