احتضنت مملكة البحرين أعمال قمة الخليج السادسة والأربعين في أجواء خليجية استثنائية تمر بها المنطقة من أحداث عسكرية وأمنية وسياسية واقتصادية بالغة التعقيد، وفي ظل هذه التحولات والمتغيرات فإن قمة البحرين أكدت بأن أمن الخليج العربي كل لا يتجزأ في التصدي لأية تدخلات خارجية وذلك في إطار منظومة مجلس التعاون التي تقف درعاً منيعاً في صون الأمن الجماعي لدول المجلس الذي يعد خطاً أحمر، وبالتالي فإن الحفاظ على أمن واستقرار كل دولة خليجية هو واجب حتمي ومصيري انطلاقاً من التكامل الخليجي ووحدة المصير المشترك.
وقد جاء البيان الختامي للقمة حاملاً رسائل واضحة حول التمسّك بالعمل الجماعي وتعزيز التنسيق السياسي والأمني والاقتصادي ودعم مسارات التكامل والتحديات الإقليمية التي تستدعي وحدة الموقف الخليجي وقوة القرار المشترك، وقد عكس إعلان «الصخير» رؤية مشتركة تركز على حماية الأمن والاستقرار في المنطقة، وتطوير التعاون الدفاعي، ودفع عجلة الاقتصاد الخليجي نحو مراحل أكثر تكاملاً، وبهذه المخرجات برزت روح المسؤولية الجماعية التي شكلت دائماً الركيزة الأساسية لمجلس التعاون منذ تأسيسه.
وقد تشرّفت بحضور القمة كمراسل لتلفزيون دبي، حيث شكّلت التغطية الإعلامية فرصة مميّزة لرصد الحراك الكبير داخل المركز الإعلامي المصاحب للقمة، ذلك المركز الذي تحول إلى بيت خليجي إعلامي يجمع صحفيين ومراسلين من مختلف دول المجلس والمنطقة، كان المشهد ثرياً في تبادل الآراء من خلال اللقاءات الودية والتغطيات على مدار الساعة، في صورة تعكس قوة الإعلام الخليجي وقدرته على مواكبة الأحداث الكبرى بفاعلية ومهنية.
ولا يمكن الحديث عن هذا النجاح دون الإشادة بدور مركز الاتصال الوطني برئاسة الأخ أحمد العريفي الرئيس التنفيذي للمركز وفريق عمله الذي قدم تسهيلات مميزة للإعلاميين، حيث نجح المركز في خلق بيئة عمل أتاحت للإعلام الخليجي أداء دوره بأعلى درجات المهنية والسلاسة، الأمر الذي انعكس مباشرة على جودة التغطية ووضوح الرسائل التي خرجت بها القمة إلى العالم.
همسةجاءت القمة الخليجية في البحرين لتؤكد أن وحدة الموقف الخليجي ليست مجرد شعار بل ممارسة فعلية، ويبقى الأمل معقوداً على استمرار هذا التكتل نحو مزيد من التماسك لدول الخليج وشعوبها.