توفيت الطفلة العُمانية ميرال البلوشي بعد معاناة طويلة مع مرض رئوي نادر، لتصبح قصتها رمزًا للصبر والإرادة في المجتمع.
فقدت سلطنة عُمان الطفلة ميرال البلوشي الأربعاء، بعد صراع طويل مع اعتلال الأنسجة الرئوية الموصلة الولادي، وهو مرض نادر أدى تدريجيًا إلى تدهور وظائف رئتيها، واضطرتها للاعتماد المستمر على جهاز الأكسجين.
بدأت معاناة ميرال منذ عمر 9 أشهر، عندما لاحظ الأطباء صعوبة التنفس والإرهاق الشديد. ويؤثر المرض على الحويصلات الهوائية ويعيق تبادل الأكسجين، مما يقلل قدرة الرئة على أداء وظائفها الأساسية.
مع مرور الوقت، أصبحت الطفلة تعتمد بالكامل على جهاز الأكسجين، وتعرضت صحتها العامة ونموها الجسدي لتأثيرات سلبية نتيجة نقص الأكسجين المستمر. ويعتبر هذا المرض من الحالات النادرة جدًا، ولا يتوفر له علاج شافٍ، ويقتصر التعامل معه على الرعاية الداعمة وتخفيف الأعراض، بينما كان خيار زراعة الرئة خارج البلاد أحد الحلول المطروحة رغم تكلفته الباهظة والتعقيدات الطبية المصاحبة.
وواجهت ميرال ضيق التنفس المستمر ونوبات نقص الأكسجين اليومية، لكنها حاولت ممارسة حياتها قدر الإمكان، وظلت ابتسامتها وروحها الطيبة مصدر إلهام لكل من حولها، لتحوّل قصتها إلى قضية إنسانية لفتت الانتباه محليًا وعالميًا.
وتابعت وزارة الصحة حالة الطفلة بشكل مباشر، وزارها الوزير عدة مرات للاطمئنان على وضعها الصحي. كما تواصلت جهات رسمية مع الأسرة لتوفير الرعاية الطبية المناسبة، داخليًا وخارجيًا، مع التنسيق لتأمين أي فرص علاجية ممكنة.
على الصعيد المجتمعي، شهدت منصات التواصل الاجتماعي تفاعلًا واسعًا، حيث عبّر الآلاف عن حزنهم ودعائهم لها، وأصبحت صورتها ورسائلها رمزًا للصبر والتحدي في مواجهة المرض.
عرفت ميرال بابتسامتها وهدوء روحها، رغم الصعوبات الصحية الكبيرة، وشكّلت نموذجًا للتضامن الاجتماعي والاهتمام بالأطفال المصابين بأمراض نادرة. وأبرزت قصتها التحديات التي يواجهها هؤلاء الأطفال وضرورة تعزيز الدعم الطبي والإنساني لهم.
رحيل ميرال لم يكن مجرد فقدان طفلة، بل حدث إنساني هز المجتمع العُماني، وترك اسمها محفورًا في الذاكرة الوطنية كرمز للقوة والصبر، وشاهدًا على التكاتف المجتمعي في مواجهة المعاناة الصحية.