محمد إسحاق

كنت في ورشة عن الاحتراق الوظيفي وكيف يتغلب الموظف على التوتر ويتعامل مع الضغوط.

وقبيل نهاية الورشة شاركت المدربة كلمة عميقة للغاية، وذكرت بأنها كانت نصيحة من والدتها قبل الزواج حيث قالت بالحرف الواحد: «كلمة مرّت.. ما ضرّت».

إن أي كلمة خرجت من قريب أو صديق أو بعيد لا تستحق دائماً التدقيق فيها، ولا الغوص في نوايا قائلها والدخول بسببها في حرب ضَروس تحرق الأخضر واليابس، ولا يستفيد منها كلا الطرفين.

وسواء كان ذلك في الحياة الزوجية، أو التجمعات الأسرية أو مع الأصحاب، أو في بيئات العمل فالمثل عميق ونافع.

فكم من استقالة وقعت بسبب كلمة، وكم من طالب انسحب من تخصصه بسبب كلمة، وكم من حياة تهدم والسبب «كلمة».

فهل كان الأمر يستحق كل ذلك؟

وهل لو تغافلت عن تلك الكلمة، وتركتها تمضي سيقع ما وقع من ضرر؟

لا أقول لك اترك كل كلمة فبعض الكلمات لا يمكن السكوت عنها.

ولا يمكن أيضاً التغافل عن كل إساءة تكررت مرات ومرات فهنالك أوقات يستحيل فيها فعل ذلك.

ولكن هذه حالات نادرة واستثناء، أما أغلب ما يقع فيه الناس فهو تضخيم للأمر، أو تأويل للمعنى، أو التشكيك في النوايا بأن قائلها كان يقصد كذا وكذا.

وأنت في نهاية المطاف بالخيار، إما أن تتفكر في مغزى هذا المقال وتتغافل، وإما أن تستمر في تصيّد كل كلمة وتحويلها إلى معركة قد تستمر طوال العمر!!