في خضم الحديث المتكرر عن التغذية والرياضة والأدوية في إدارة مرض السكري، غالباً ما يُغفل جانب بالغ الأهمية: الصحة النفسية ، خاصة لدى النساء. فالمرأة تمر بتغيرات هرمونية ونفسية متعددة خلال حياتها، من البلوغ إلى الحمل وسن اليأس، ما يجعلها أكثر عرضة للتقلبات المزاجية والضغوط النفسية، والتي قد تؤثر بشكل مباشر على التحكم في مستويات السكر في الدم.
الضغط النفسي وتأثيره على السكري:
عند تعرض المرأة للضغوط النفسية، يفرز الجسم هرمونات مثل الكورتيزول والأدرينالين، والتي تؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم. ومع تكرار هذه الحالات، قد تجد المرأة صعوبة في الحفاظ على استقرار سكر الدم، حتى مع الالتزام بالعلاج والغذاء.الاكتئاب والقلق: الحلقة المفرغة:
تشير الدراسات إلى أن النساء المصابات بالسكري أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بنسبة تصل إلى الضعف مقارنة بغير المصابات(1). ويؤدي الاكتئاب إلى إهمال العناية الذاتية، مثل تناول الأدوية أو ممارسة الرياضة، مما يزيد من سوء حالة السكري، ويخلق حلقة مفرغة يصعب كسرها دون تدخل نفسي متخصص.
التمكين النفسي كجزء من العلاج:
من الضروري أن تتضمن خطة علاج السكري للمرأة:
- دعماً نفسياً منتظماً من خلال جلسات مع مختصين أو مجموعات دعم.
- تعزيز الوعي الذاتي بأهمية الصحة النفسية في إدارة المرض.
- ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التأمل أو اليوغا أو التنفس العميق.
- الحديث مع العائلة والأصدقاء لتوفير بيئة داعمة.
إن الاهتمام بصحة المرأة المصابة بالسكري لا يكتمل دون النظر إلى حالتها النفسية. فالعقل والجسد يعملان بتناغم، وأي خلل في أحدهما ينعكس على الآخر. لذا، فإن دمج الدعم النفسي في برامج التوعية والعلاج هو خطوة ضرورية نحو تمكين المرأة من السيطرة على مرض السكري وتحقيق جودة حياة أفضل.
* عضو جمعية السكري البحرينية