•أرقام إنتاجية جديدة تتجاوز التوقعات وتبلغ 405 آلاف برميل يوميًا

•سموه يوجه بدراسة مشاريع صناعية جديدة مكملة لدعم نهضة الطاقة في المملكة

بمناسبة مرور عام على تدشين حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظّم حفظه الله ورعاه لبرنامج تحديث وتطوير مصفاة بابكو، والذي نظمته مجموعة بابكو انرجيز مساء يوم الأربعاء الموافق 18 ديسمبر 2024م، وفي إطار متابعة سير العمل في الوحدات الحديثة للمصفاة، قام سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب، رئيس مجلس إدارة مجموعة بابكو انرجيز، بزيارة تفقدية موسعة إلى موقع المصفاة للاطلاع عن كثب على كفاءة العمليات التشغيلية ومتابعة أداء الوحدات الجديدة.

وتأتي زيارة سموه بهدف الوقوف على سير العمل في المصفاة والاطمئنان على كفاءة العمليات الإنتاجية، حيث اطّلع سموّه على الكفاءة التشغيلية الكبيرة لعمليات المصفاة بعد تحديثها. فقد ارتفع مستوى الإنتاج من 265 ألف برميل يومياً إلى 380 ألف برميل يومياً، حيث أعلن سموّه عن تدشين زيادة جديدة للطاقة الإنتاجية لتصل إلى 405 آلاف برميل يومياً، بما يمثل نمواً قدره 42% مقارنة بالطاقة السابقة، ويرفع القدرة التصديرية للمملكة بما يصل إلى 40% من المنتجات النفطية ذات القيمة العالية، متجاوزاً بذلك المستهدفات التشغيلية التي وُضعت عند بداية التخطيط لبرنامج التحديث.

وفي إطار تعزيز توجه المملكة نحو توطين الصناعات المرتبطة بقطاع الطاقة، قام سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة بتدشين وحدة تصنيع قطع الغيار والمعدات Bapco manufacturing facilities، وهي وحدة تضم مجموعة من الورش الصناعية المتقدمة، واطلع سموّه على ما تضمه هذه الوحدة من قدرات تصنيعية عالية الجودة تمكّنها من إنتاج قطع الغيار والمعدات الحيوية للمصفاة، حيث تغطي الوحدة ما نسبته 10% من الاحتياجات السنوية للشركة من قطع الغيار والمعدات التشغيلية.

ووجّه سموّه بإجراء دراسة جدوى لمشروع صناعي متكامل يهدف إلى تصنيع قطع الغيار والمعدات التي تحتاجها منشآت الطاقة التابعة لشركات مجموعة بابكو انرجيز، في خطوة تهدف إلى تأسيس منظومة صناعية وطنية قادرة على تلبية احتياجات القطاع محليًا وتشجيع الابتكار في الصناعات الهندسية، بما يسهم في وضع البحرين على خارطة الدول الرائدة في هذا المجال وباستخدام أحدث التقنيات وأكثرها تطوراً بما في ذلك الطباعة ثلاثية الأبعاد للقطع التي يتم تصنيعها في هذه الوحدة.

كما وجّه سموّه بدراسة عدد من المشاريع التكميلية الأخرى التي من شأنها تشكيل إضافة اقتصادية وتقنية داعمة للمصفاة الحديثة، وتعزيز مكانة البحرين عالميًا في مجالات الابتكار والاستدامة والصناعات المتقدمة، بما يسهم في ترسيخ موقع المملكة كمركز صناعي متقدم في قطاع الطاقة.

وأكد سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة أن زيارته تأتي للاطلاع عن كثب على كفاءة وحدات التكرير الجديدة بعد مرور عام على افتتاح المصفاة التاريخي، معتبرًا أن برنامج التحديث يمثل علامة فارقة في مسيرة تطوير قطاع التكرير، ونقلة نوعية تعزز مكانة البحرين كمركز صناعي متقدم على مستوى المنطقة والعالم، وأشاد سموّه برؤية القيادة الرشيدة التي دعمت البرنامج منذ بدايته، وبما يمثله من إرث استثنائي قادر على مواجهة تحديات المستقبل وتعظيم الأثر الإيجابي على الاقتصاد الوطني. كما أكد سموّه أهمية الدور الذي تلعبه المصفاة بعد تحديثها في دعم نظام التشغيل الأساسي لاستدامة مجموعة بابكو إنرجيز على المدى الطويل، وبما يحقق رؤية البحرين الاقتصادية 2030.

وأشار سموّه إلى أن برنامج التحديث قد استكمل، بفضل الله، كافة مراحله الإنشائية، وبدأ التشغيل الفعلي بكل أمان وموثوقية بعد فترة من التشغيل التجريبي الناجح، مؤكدًا إلى أن الوحدات الجديدة التي بلغ عددها 32 وحدة جديدة مقارنة بـ 13 وحدة فقط قبل التحديث، قد تم تصميمها للعمل بأقل قدر من الطاقة وبأفضل المعايير العالمية المتعلقة بالسلامة المهنية وإدارة المخاطر، مما يعكس حجم التحول الضخم الذي أحدثته الوحدات الجديدة للمصفاة، ويجسد جاهزية البحرين لمرحلة جديدة من الريادة في قطاع التكرير والطاقة على المستويين الإقليمي والدولي.

وأوضح سموه بأن مرافق المصفاة الجديدة تضم واحدة من أكبر وحدات التكسير الهيدروجيني بالمنطقة كما يضم وحدة تقطير جديدة، إلى جانب أنظمة تحكّم رقمية تعمل على مدار الساعة، ما يعزز كفاءة التشغيل، ويضمن اعتماد أعلى مستويات التقنية الحديثة.

وأشاد سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة بجهود مجلس إدارة الشركة وفريق الإدارة التنفيذي في الإشراف على برنامج التحديث ومتابعة عملياته الإنشائية منذ انطلاقه وحتى اكتماله، منوهاً بنجاحهم الباهر في التغلب على كافّة التحديات، وقدرتهم الفائقة في ضبط وإدارة التكاليف والنفقات خلال سنوات التنفيذ، ما يترجم كفاءة الإدارة العليا والتزامها بأعلى درجات الحوكمة المالية.

كما أعرب سموه عن اعتزازه برؤية الشباب البحريني من الجنسين، وهم يعملون بهذه المصفاة العملاقة؛ مما يبرهن على القدرة الفائقة للكفاءات البحرينية في إدارة وتشغيل أحدث التقنيات العالمية في مجال التكرير والطاقة، مؤكداً أن ما حققوه من نجاح هو برهان واضح على قدرة الكفاءات الوطنية على إدارة وتشغيل أحدث التقنيات العالمية في مجال التكرير والطاقة، مجددًا التأكيد على أن المواطن البحريني كان ولا يزال الخيار الأول في التوظيف، وأن تمكين الشباب الوطني سيظل ركيزة أساسية في استراتيجية التطوير المستقبلي.

كما التقى سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة بعدد كبير من المهندسين والفنيين البحرينيين العاملين في المصفاة، ممن تم استقطابهم وتوظيفهم قبل انطلاق عمليات التحديث بناءً على توجيهات سموّه الخاصة بضرورة تمكين الشباب البحريني ومنحهم الأولوية في هذا التطوير الاستراتيجي العملاق. وقد بلغ عدد الكوادر الوطنية التي تم اختيارها للعمل في الوحدات الجديدة أكثر من 700 مهندس وفني بحريني من الجنسين يعملون اليوم بكفاءة عالية في إدارة وتشغيل الوحدات والمختبرات والمنشآت التشغيلية. وقد جاء هذا الأداء المتميز ثمرةً لبرامج تدريبية متقدمة تجاوزت 200 ألف ساعة من التدريب المتخصص، شملت دورات عالمية

في مقرات الشركات المصنّعة للوحدات، إضافة إلى برامج تدريبية مكثفة داخل المملكة، الأمر الذي منح الكوادر الوطنية خبرات تشغيلية نادرة مكنتهم من التعامل مع أحد أكثر النظم التشغيلية تطوراً في العالم.الجدير بالذكر أن تحديث المصفاة هو بداية مرحلة تحوّل جديدة في قطاع الطاقة بالمملكة، حيث يهدف البرنامج إلى زيادة السعة التكريرية وتعزيز قائمة المنتجات، إضافة إلى تحسين كفاءة الطاقة؛ مما يجعل المصفاة واحدة من أكثر المصافي تنافسية وامتثالا للمعايير البيئية، علاوة على كونها ركيزة هامة لاستدامة الشركة على المدى البعيد.