أكدت الأخصائية الاجتماعية عائشة رضوان أهمية إشراك الأبناء في الاحتفالات الوطنية منذ سنوات عمرهم الأولى، مشيرة إلى أن هذه المشاركة ليست مجرد مظاهر فرح، بل عملية تربوية راسخة تُسهم في بناء مشاعر الولاء والانتماء وتعزيز الهوية البحرينية في وجدان الطفل.وقالت عائشة رضوان إن الاحتفال باليوم الوطني البحريني يمثل فرصة ذهبية لغرس القيم الوطنية في نفوس الأطفال بطريقة بسيطة ومحببة، إذ تتشكل لدى الطفل في هذه المراحل المبكرة صور إيجابية دافئة عن الوطن عبر مواقف ومناسبات عائلية، مما يجعله يرتبط عاطفياً بالأرض التي ينتمي إليها.
وأضافت أن "مشاركة الطفل في تزيين المنزل، حضور الفعاليات الوطنية، الاستماع للقصص البحرينية، وترديد الأناشيد الوطنية، كلها أدوات فاعلة لبناء رابط وجداني عميق بين الطفل ووطنه”. وأكدت أن هذه الممارسات تُنمّي شعور المسؤولية والانتماء، وتجعله أكثر استعداداً للمساهمة مستقبلاً في خدمة مجتمعه.
وبينت عائشة رضوان أن الدراسات التربوية تشير إلى أن الطفل يتأثر بشكل كبير بالمشهد العائلي، وأن اللحظات التي يعيشها في المناسبات الوطنية مع أسرته تظل محفورة في ذاكرته، وتؤسس لقيم المواطنة الإيجابية واحترام الرموز الوطنية. وأضافت أن الاحتفالات المشتركة تشجع الحوار داخل الأسرة حول تاريخ البحرين وإنجازاتها، وهو ما يعزز وعي الأبناء بدور قيادتهم وبالنهضة التي تشهدها المملكة.
وشددت الأخصائية على أهمية أن يكون الاحتفال باليوم الوطني بعيداً عن التكلف، وأن يركز على الأنشطة التي تقرّب الطفل من هويته وثقافته، مثل ارتداء اللباس البحريني التقليدي، التعرف على المعالم التاريخية، والمشاركة في فعاليات المجتمع المحلي، مؤكدة أن "هدفنا هو صناعة ذكريات جميلة مرتبطة بالوطن، تبقى معهم حين يكبرون”.
وختمت عائشة رضوان حديثها بالتأكيد أن إشراك الأبناء في اليوم الوطني هو استثمار تربوي طويل المدى، "فكل لحظة يحمل فيها الطفل العلم، أو يردد السلام الوطني، أو يتعرف على قصة من تاريخ بلاده، هي لبنة تُضاف في بناء شخصية مواطن صالح، محب لوطنه، ومعتز بجذوره”