ليس بمستغرب أن تمثل كلمة معالي وزير الداخلية رسالة حب ووفاء متجددين، فالأمن والاستقرار ركيزة وطنية ثابتة مبنية على العهد والولاء المطلق للوطن ولجلالة ملك البلاد المعظم ولصاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حضرت في هذه الكلمة البليغة مضامين الكلمات السامية من لدن جلالة ملك البلاد المعظم التي شكلت فلسفة العمل الأمني والدعم الحكومي من سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، فالأمن والأمان وضمان الحقوق والحريات مشروع دولة وأساس تنميتها وقاعدة حاضرها ومستقبلها، فهو يفسر التحول الذي أسسته وزارة الداخلية في مفهوم الشرطة التقليدية إلى الشرطة المجتمعية العصرية التي تعتمد على الإنسانية عند تقديم الخدمة والقيمة الحقيقية للأمن التي يجب أن يحظى بها المواطن.
إن لغة التشديد التي تضمنتها كلمة معالي وزير الداخلية على سمعة الوزارة ومنتسبيها يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأن العمل الأمني مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالولاء والإخلاص والنزاهة وهي قيم إنسانية نبيلة تسهم في بناء جسور الثقة، وهو ما يضع الجانب الأمني في طريق المسؤولية الوطنية، رابطاً الأداء الأمني بالتحدي التقني في زمن الفضاء الإلكتروني، وهي تدل على قراءة الوزير الواعية والمتقدمة لتحديات التحول الرقمي وما تمثله من جبهة جديدة لا تقل أهمية عن الميدان، وهو ما يستدعي مواجهة الأخبار السلبية والشائعات عن طريق الاستثمار في الكوادر البشرية المؤهلة تقنياً، وهو نهج الوزارة الحديث والمتطور كجزء لا يتجزأ من مبدئها في حفظ الاستقرار الوطني.
إن تدرج معالي الوزير في الخطاب وصولاً إلى المواطن يؤكد على رؤية معاليه لدور المواطن كشريك أساسي في الأمن حاملاً الإشادة بدور المواطنين في منظومتنا الأمنية المجتمعية في سياق الأمن المشترك واليقظة الوطنية كخط دفاع أول، مستحضراً شهداء الواجب مبيناً تواجدهم الروحي كضمير حي في ذاكرتنا الوطنية، وهو ما جعل من هذه الكلمة البليغة تحمل بعداً إنسانياً عميقاً في هذه المناسبة الوطنية.
ما شهدناه خلال الاحتفال بيوم الشرطة لمملكة البحرين من عروض ميدانية نعتبرها احتفاء بالإنجازات وسط رسالة قوية دلالاتها الانضباط والجاهزية مع الاحترافية، وهو ما تم عبر تكريم أصحاب الإنجازات الميدانية والرياضية، وهي رسالة تحفيز لكافة منتسبي الوزارة على بذل الجهود لخدمة الوطن ومواطنيه الكرام ومقيميه وزواره.
إن البحرين تمضي بثقة؛ لأن أمنها مبني على رؤية وقيم ركيزتها الأولى الإنسان البحريني المخلص، ورسالتها الحضارية تعانق الحداثة في إطار الأصالة البحرينية العريقة.