بقلم د. فوزية يوسف الجيب


تأتي أعيادنا الوطنية المجيدة هذا العام وككل عام، لتجدد في نفوسنا مشاعر الفخر والانتماء والاعتزاز بتاريخ البحرين العريق، ذلك التاريخ الذي بدأ بفضل المؤسس أحمد الفاتح عام 1783، وامتدّ عبر عقود طويلة من البناء حتى بلغ ذروته في العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، الذي قاد مملكة البحرين إلى مرحلة متقدمة من التطوير والإصلاح، ورسّخ مكانتها كدولة عصرية تنمو بإرادة أبنائها وتستند إلى مؤسسات دستورية راسخة ورؤية واضحة.

وتُشكل أعيادنا الوطنية فرصة متجددة لاستحضار ما تحقق للوطن من إنجازات خلال العام 2025، حيث واصلت المملكة مسارها التنموي بخطى واثقة، بفضل التوجيهات السديدة لجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، والرؤية الاقتصادية المتقدمة التي يقودها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، إذ شهد هذا العام توسّعاً في المشاريع الوطنية الكبرى، وتقدّماً ملحوظاً في مؤشرات الأداء الحكومي، وتعزيزاً لمكانة البحرين كبيئة اقتصادية واستثمارية واعدة في المنطقة.

وقد أبرزت المبادرات الوطنية هذا العام قدرة البحرين على مواكبة التحديات العالمية، من خلال تطوير التشريعات الاقتصادية، وتعزيز التحول الرقمي، وتحسين الخدمات الحكومية، وتوفير بيئة داعمة للابتكار وريادة الأعمال، مما أسهم في زيادة ثقة المستثمرين وترسيخ موقع المملكة كمركز مالي وتكنولوجي رائد في الخليج.

ويمثّل المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المعظم حجر الأساس في النهضة الحديثة، إذ مازال ميثاق العمل الوطني بما حمله من توافق شعبي واسع بلغت نسبته 98.4%، ركيزة للتطوير السياسي وتعزيز المشاركة الشعبية وترسيخ دولة القانون والمؤسسات.

كما تواصل المرأة البحرينية حضورها الفاعل في كل الميادين، بفضل الدعم الكبير من صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المعظم رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، التي تقود مسيرة وطنية متميزة متكاملة لتعزيز التوازن بين الجنسين، وتمكين المرأة في المواقع القيادية، وزيادة مشاركتها في القطاعات الواعدة، وقد شهد هذا العام توسّعاً في برامج التطوير المهني، وإطلاق مبادرات تُسهم في زيادة الفرص أمام المرأة البحرينية، مما انعكس على تقدّم المملكة في المؤشرات الدولية الخاصة بالعدالة وتكافؤ الفرص.

ويواصل الشباب البحريني دوره الحيوي كقوة دافعة لمسيرة التقدم، مستفيداً من الرعاية المتميزة والدعم الكبير من سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب، وسمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة، النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس الهيئة العامة للرياضة، فسموهما عززا مكانة الشباب في المجالات الرياضية والعلمية والابتكارية، ورسّخا مفهوم الاستثمار في الطاقات الوطنية الشابة، ليكونوا شريكاً رئيساً في بناء المستقبل.

وفي كل عام، تتجلى في العيد الوطني مشاهد الوحدة الوطنية التي تميّز البحرين على مرّ تاريخها، حيث تتعانق المشاعر بين القيادة والشعب في لوحة تعكس الانتماء والولاء والوفاء لهذا الوطن العزيز. وبفضل النهج الإنساني لجلالة الملك المعظم في ترسيخ مبادئ التسامح والتعايش والسلام، أصبحت البحرين نموذجاً عالمياً في التعددية والانسجام الاجتماعي.

ومع احتفالات المملكة بهذه المناسبات الوطنية الغالية، يسعدني أن أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، قائد مسيرة الإصلاح والتنمية، وإلى صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، صاحب الرؤية المستقبلية التي قادت المملكة إلى إنجازات اقتصادية وتنموية مشهودة.

كما أتقدم بأسمى عبارات الشكر والتقدير لصاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المعظم رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، على دورها الرائد في الارتقاء بالمرأة البحرينية وتمكينها لتكون شريكاً أساسياً في بناء الوطن. وكل عام ومملكة البحرين قيادةً وشعباً في خير ورفعة وأمن وازدهار.