تابعت على مدى الأيام الماضية خبر تصوير مشاهد من مسلسل Taskaree الهندي في البحرين، والذي سيعرض على نتفلكس بدءاً من 14 يناير المقبل، وقد شملت هذه المشاهد معالم سياحية وعقارية وحضارية في المملكة، مثل مطار البحرين وخليج البحرين وغيرها، وكيف أيضا زار البحرين قرابة 100 من طاقم العمل في فبراير الماضي بهدف التصوير، وعمل معهم أكثر من 450 شخصاً على الأرض، فضلاً عن 25 مركبة.
بمثل هذه الأعمال يتعرف الملايين من عشاق المسلسلات والسينما حول العالم على التقدم العمراني والحضاري في البحرين بشكل غير مباشر، ويترك لديهم أثرا ربما يتحول إلى فعل: أوه، يجب أن أزور هذا البلد، أو استثمر في هذا البلد، أو أنظم حفلاً زفافياً في هذا البلد.
«قمة المليار متابع» في دبي تقدم أيضاً نموذجاً عن التسويق غير المباشر، صحيح أنها تجمع مؤثرين من حول العالم وتبحث تطور صناعة الإعلام والمحتوى الرقمي، لكنها في الوقت ذاته تقدم دبي للعام، وفي اعتقادي الشخصي هذا التقديم والتعريف يحقق عوائد وفوائد لدبي أكثر من موضوع القمة ذاتها.
إن مسلسلات مثل Taskaree تعبر أداة تسويقية عابرة للحدود تضع البحرين في قلب خارطة الاستثمار والسياحة الدولية، فتسخير القوة الناعمة عبر الشاشات العالمية يمثل مساراً ممتازاً للتعريف العالم بمقدرات المملكة، والتركيز على مكامن القوة الحقيقية التي تمتلكها البحرين.
إن التركيز على مثل هذه الإنجازات هو ما يجب أن نركز عليه في منصاتنا الإعلامية: أن نحكي القصة بطريقة مبتكرة، وبقوالب احترافية تضمن موثوقيتها وانتشارها.
أحب ان استخدام مصطلح «العاطفة الاقتصادية»، انطلاقا من أن مشاعر الناس وتوقعاتهم تلعب دوراً هاماً في تشكيل الواقع الاقتصادي الفعلي، من خلال تأثيرها على قرارات الإنفاق والاستثمار، فإذا رفعنا مستوى الإيجابية والتفاؤل لدى الناس وخاصة المستثمرين، ينفقون أكثر، يخلقون فرص عمل أكثر، وينمو الاقتصاد بشكل أسرع، والعكس صحيح.