أكد المتحدثون في الجلسة الثانية من جلسات منتدى مركز دراسات السابع لمجمع مراكز البحوث العربية للاستدامة والتنمية على أهمية خلق قوى فكرية عربية مؤثرة على الساحة الدولية، وأشاروا إلى أن ذلك لن يتحقق إلا من خلال التبادل المعرفي والتنسيق والاتفاق على الأولويات لمراكز الدراسات البحثية العربية.
وتحت عنوان "الحلول المحلية في خدمة الأجندة العالمية" تحدث كل من مدير المعهد الدبلوماسي، بوزارة الخارجية والمغتربين السورية ياسر الجندي، ومدير مركز الدراسات الاستراتيجية، بالجامعة الأردنية د. حسن المومني، والقائم بأعمال المدير التنفيذي لمركز أبحاث الطاقة والبناء، بمعهد الكويت للأبحاث العلمية د. فتوح عبدالعزيز، والقائم بأعمال رئيس قطاع شؤون مجلس التعاون، وزارة الخارجية السفير نوار المطوع، ورئيس المركز الفلسطيني للبحوث والدراسات الاستراتيجية د. محمد المصري.
وتطرقت الجلسة إلى أهمية دمج المبادرات المحلية ضمن خطط التنمية الوطنية والدولية مثل تجربة جامعة الدول العربية في إنشاء مجمع المراكز البحثية، ودور مراكز الفكر في رصد الابتكارات المجتمعية وتطوير نماذج قابلة للتوسع، وتحديات التكيف بين مراعاة الخصوصيات المحلية ومتطلبات الأجندة الأممية.
وتناول السفير نوار المطوع الدور الحيوي لمراكز الفكر في البحرين، مشيراً إلى المراكز الثلاثة بالمملكة وهي مركز دراسات ومعهد الدراسات الاستراتيجية ومعهد التنمية السياسية، وقدم تعريفاً بأدوار كل منهم، مؤكداً أن البحرين قدمت تجربة تنموية، وقال إن مركز دراسات وثق التجربة البحرينية من منظور كامل للتنمية الاقتصادية والبشرية، فيما استطاعت البحرين من خلال معهد الدراسات الاستراتيجية من تعزيز مكانتها وحولت التجربة المحلية إلى تأثير دولي، عبر 21 عاماً نظم فيها المعهد منتدى حوار المنامة واستقطب فيه أكبر النخب الفكرية والسياسية حول العالم، فيما قام معهد التنمية السياسية بتعزيز الوعي المجتمعي وبناء وعي المجتمع من خلال برامج تدريبية وورش عمل عززت المشاركة السياسية للشباب.
وأشارت د. فتوح عبد العزيز إلى تسارع التحديات العالمية من تغيّر المناخ إلى الأمن الغذائي والطاقة وقالت: لم تعد الحلول المستوردة كافية لمعالجة واقع الدول العربية بتنوعها الاجتماعي والاقتصادي. وهنا تبرز أهمية الحلول المحلية باعتبارها الأكثر واقعية وملاءمة لخدمة الأجندة التنموية العالمية.
وأدار الجلسة مدير برنامج الدراسات السياسية والاستراتيجية بمركز دراسات د. أشرف كشك، حيث نوه بأهمية "القوة الناعمة" والدور العالمي للمراكز الفكرية واحتياج الدول المتوسطة والصغيرة في المنطقة بشكل أساس إلى توظيف هذا المفهوم لإيصال قيمها ورؤاها للعالم، لافتاً إلى مبادرة الكويت بإنشاء لجنة موحدة للأمن الغذائي لدول الخليج خلال جائحة كورونا، ومركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي في البحرين الذي نجح في إيصال قيم التسامح والتعايش إلى المستوى العالمي، مما أدى لتبني الأمم المتحدة يوماً مخصصاً لذلك بناءً على مبادرته.