ناقشت الجلسة الثالثة لمنتدى مركز "دراسات" السابع لمجمع مراكز البحوث العربية للاستدامة والتنمية، أدوات المستقبل في البيانات والتحليل والاستشراف لخدمة السياسات، وشهدت الجلسة التي تحدث فيها كل من: رئيس النادي اللبناني للكتاب والمستشار السابق لوزارة الثقافة ميشال معيكي، والمستشار المكلف بالتعاون الدولي بديوان وزارة التعليم العالي بموريتانيا د. بريان ولد الخراشي، ومدير مركز الدراسات العمانية بجامعة السلطان قابوس د. أحمد الربعاني، والرئيس والمنسق العام للمجموعة العراقية للشؤون الخارجية البروفيسور يوسف المحسن، تنوعاً في الرؤى بين النقد والدفاع حول استخدامات الذكاء الاصطناعي.
وتناولت الجلسة موضوع استخدام البيانات الكبرى في التخطيط التنموي المبني على الأدلة، والاستشراف الاستراتيجي كأداة لتعزيز جاهزية السياسات العامة، وتكامل التحليل الكمي والنوعي في دعم القرار التنموي، وتطوير قدرات مراكز الفكر لتوظيف الذكاء الاصطناعي والتحليل التوقعي.
وأكد د. أحمد الربعاني أن الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة لم تعد مجرد "تقنيات داعمة"، بل يجب اعتبارها "أولوية استراتيجية"، وشدد على أن هذا التحول يفرض تحدياً كبيراً يتطلب إعادة هيكلة مراكز الفكر لتتواكب مع متطلبات العصر الرقمي، منوهاً بمنجزات وشراكات مركز الدراسات العمانية.
وحدد الربعاني 4 تحديات رئيسية تواجه مراكز الفكر وهي: تشتت البيانات بغياب قواعد بيانات موحدة تجمع بين القطاع العام والخاص والمجتمع المدني، والقدرات البشرية ذات المهارات، والتكلفة العالية، وقضايا الخصوصية وسرية البيانات عند التعامل مع أدوات الذكاء الاصطناعي.
وركز د. بريان الخراشي على التحولات الجذرية التي يشهدها العالم حالياً، واصفاً إياها بمرحلة "مخاض عسير" لولادة نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب، وطرح تساؤلاً جوهرياً حول كيفية تأمين مكانة رصينة للأمة العربية وللدول الناشئة في هذا العالم المتشكل.
وأكد على أن قدرة الدول على مواجهة التحديات تعتمد على تفعيل ثلاثة عناصر أساسية في مراكز الأبحاث وهي البيانات والتحليل والاستشراف، مستشهداً بإحصائيات شركة IBM التي توضح القفزة الهائلة في حجم البيانات العالمية، من 2 زيتابايت في 2010 إلى توقعات بـ 400 زيتابايت في 2028. وأشار إلى أن المعرفة البشرية أصبحت تتضاعف كل 12 ساعة، مما يفرض تحديات هائلة على مراكز الفكر.
فيما أبدى ميشال معيكي تخوفه من سيطرة الذكاء الاصطناعي على مفاصل الحياة البشرية، مؤكداً أنه لا يمكن الاعتماد عليه بشكل كلي، وحذر من ارتفاع نسبة الاعتماد عليه وبروز أخطاء كارثية في نتائجه البحثية.