ليالي المحرق ليست مجرد مكان أو فعالية في إطار زمني محدد تقام في محافظة المحرق، بل هي حكاية تروى عبر الأجيال تتجلى فيها أصالة البحرين وتجسّد التراث والهوية الثقافية وتعيد للأذهان عبق الماضي وجماله، حيث الفنون الشعبية والموسيقى التقليدية وتجمع العائلة ولقاء الأصدقاء التي تترك انطباعاً عميقاً في نفوس البحرينيين بأهمية الحفاظ على الإرث الثقافي البحريني وتوريثه من جيل إلى آخر.

في ليالي المحرق القلوب مفتوحة للزوار قبل الأبواب، أهالي المحرق يستقبلون الجميع بقلوب محبة، بيوتهم مفتوحة للجميع حيث الضيافة كجزء لا يتجزأ من العادات والتقاليد المعروفة والترحيب ثقافة ممتدة للكرم العربي الأصيل. في ليالي المحرق البيوت مفتوحة رغم أن كثيراً من البيوتات ليست مدرجة في مسار اللؤلؤ إلا أن الأهالي آثروا إلا أن يكونوا ضمن هذه الفعاليات الجميلة، أهالي المحرق يُشعرون الزوار بأنهم من أفراد عائلتهم ومعارفهم يقدمون لهم القهوة والشاي والمأكولات التقليدية مثل الكباب البحريني والعقيلي والخنفروش بالمجان في تجربة خالدة لتعزيز الروابط الإنسانية وتبادل القصص والتجارب. قصص هذه البيوت المفتوحة عن أجدادهم وجيرانهم وفرجانهم، قصص الكيان البحريني أيام الغوص والمهن التقليدية. في ليالي المحرق يصبح الحب وتبادل أطراف الحديث العابر والانتماء لهذه الأرض أجزاءً أخرى تروى من تجربة هذه الفرجان وليالي المحرق التي تخلق ذكريات لا تنسى، تلك الوجوه المبتسمة للكبير والصغير والترحاب الصادق يكتب في قاموس ثقافة أهل المحرق أصحاب الأوجه المبتسمة المرحبة لتبقى قلوب زوارها مفتوحة دائماً وأبداً لاستقبال سحر المحرق وجمال تراثها.

عندما يتبادل الزائر أطراف الحديث مع أهالي المحرق ومع أصحاب البيوت المفتوحة، تلتمس بأن كل بيت يحمل جدرانه قصة تروى من تاريخ ماضٍ، تلك اللحظات السعيدة التي جمعت أفرادها عندما كانوا صغاراً تحت سقف واحد وتلك التحديات التي واجهوها في فترة ما، فنسيج الذكريات باقٍ ما دامت البيوت مفتوحة. ولابد من الإشارة هنا بأن تلك القصص التي تروى لابد أن توثق لأنها تعكس تاريخاً ودروساً وقيماً ومفاهيم هامة لتعزيز الهوية الثقافية، فهي جسور تربط الماضي بالحاضر تحافظ على التقاليد والأصالة لتاريخ البحرين. المحرق بطبعها ترحب وتستقبل الجميع بحب ودائماً هي عريقة بعاداتها وتقاليدها وثقافتها البحرينية الجميلة وبأهلها الطيبين.