باماكو - (أ ف ب): صد الجيش المالي أمس هجوماً جديداً شنه المتمردون الطوارق شمال البلاد في أعقاب الانقلاب الذي يسعى زعماؤه إلى استعادة النظام بعد الإطاحة برئيس البلد غرب أفريقيا. وصرح المتمردون في وقت سابق أنهم يتقدمون نحو مدينة كيدال الشمالية الرئيسة، إلا أن مسؤولاً في الجيش في المدينة صرح أنه تم صد المتمردين. وقال المسؤول العسكري الذي طلب عدم الكشف عن هويته "قمنا بصد هجوم للمتمردين”، في إشارة إلى إحدى الحركتين المتمردتين اللتين تقاتلان من أجل استقلال موطن الطوارق في المثلث الشمالي من البلاد. ويعتبر الطوارق وهم قبائل صحراوية تسكن شمال مالي، أقلية في البلد المترامي الأطراف. وقاموا بالعديد من الانتفاضات في العقود الأخيرة احتجاجاً على ما يصفونه بإهمال الحكومة لهم. وتمرد الجنود الغاضبون على الحكومة في باماكو، وأعلن قائدهم الكابتن امادو سانوغو أنهم أطاحوا بالرئيس امادو توماني توري وحلوا جميع مؤسسات البلاد وعلقوا العمل بالدستور بعد مواجهات مع الموالين للنظام حول مقر الرئاسة. واتهموا الرئيس توري وقادتهم بالعجز عن مكافحة حركة تمرد الطوارق والمجموعات الإسلامية وخصوصاً تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. ودعا سانوغو المتمردين إلى إجراء محادثات لبدء "عملية سلام” في محاولته لاستعادة النظام. وساد التوتر العاصمة باماكو ولم يخرج سوى عدد قليل من الناس فيما قامت قوات الأمن بدوريات في الشوارع. وأغلقت البنوك ومعظم المتاجر أبوابها في العاصمة التي عادة ما تكون مزدحمة، رغم أن بعض محطات الوقود فتحت أبوابها بعد أن طلب منها الانقلابيون ذلك. ولم يتضح بعد مصير الرئيس توري وهل يحظى بحماية عسكريين موالين في مكان مجهول وما إذا كان يعد لهجوم مضاد كما أكد الخميس مقربون منه، أو أنه أسير الانقلابيين.