وليد صبري


أكدت استشارية الصحة العامة ورئيسة جمعية أصدقاء الصحة د. كوثر العيد أن شهر ديسمبر يعد وقتاً مناسباً للإقلاع واستعادة الأنفاس الطبيعية في الرئتين والصحة بشكل عام، حيث تعتبر نهاية العام فرصة لإعادة التقييم ووضع أهداف جديدة، مما يزيد الدافعية، ويمنح الارتباط ببدء سنة جديدة شعوراً بالبداية النظيفة ويقوّي الالتزام، إضافة إلى أن كثرة الحملات الصحية في هذا الوقت توفر دعماً إضافياً، وقضاء الوقت مع العائلة في الإجازات يقلل من محفّزات التدخين ويعزز الدعم الاجتماعي.

ونوهت في تصريحات لـ"الوطن" بأن التدخين يؤثر على المناعة والسكري والقلب، فهو يضعف خلايا المناعة ويقلل قدرتها على محاربة العدوى، مما يزيد احتمالية الإصابة بنزلات البرد والتهابات الجهاز التنفسي، فيما يرفع النيكوتين مقاومة الأنسولين ويزيد صعوبة التحكم بسكر الدم، ويرفع احتمال حدوث مضاعفات السكري مثل أمراض الأعصاب والأوعية، كما يرفع ضغط الدم، ويسرّع النبض، ويزيد لزوجة الدم ويعزز تكوّن الجلطات، مما يضاعف خطر الجلطات القلبية والسكتات.

وأشارت د. كوثر العيد إلى عدد من الأساليب الحديثة التي تساعد على الإقلاع، وهي: أولاً: العلاج الدوائي: بدائل النيكوتين متوفرة "لصقات، علكة"، والأدوية التي تقلل الرغبة مثل فارينيكلين وبوبروبيون"توصف من قبل الطبيب". ثانياً: الدعم السلوكي: جلسات فردية أو جماعية، إرشاد هاتفي، وتطبيقات تساعد على تتبّع التقدم. ثالثاً: التقنيات الرقمية: وهي برامج ذكية ترسل تذكيرات، وتمارين تنفس، تحفّز السلوك الإيجابي. رابعاً: تعديل البيئة: بإزالة السجائر والولاعة، وتجنب الجلسات المحفزة، وخلق روتين جديد.

وأضافت أن طبيب العائلة يدعم المريض في هذه الرحلة بعدة طرق أهمها: تقييم مستوى الإدمان على النيكوتين ووضع خطة فردية، وصف العلاج الدوائي المناسب ومتابعة فعاليته وآثاره الجانبية، تقديم جلسات إرشاد قصيرة تحفّز الاستمرار، مراقبة الأمراض المرافقة مثل السكري والضغط وضبط العلاج خلال فترة الإقلاع، توفير إحالات لدعم إضافي "مختصين سلوكيين".

وعددت التأثيرات الإيجابية على الصحة، بالقول إنه "بعد 20 دقيقة يعود ضغط الدم والنبض إلى المعدل الطبيعي، وبعد 48 ساعة تتحسن حاسة الشم والتذوّق، وبعد أسبوعين–3 أسابيع تتحسن الدورة الدموية وتزداد القدرة على التنفس والمشي، وبعد شهر يقل السعال وضيق التنفس، وتبدأ المناعة بالتحسن بشكل ملحوظ، أما بعد أسابيع قليلة فينخفض خطر الجلطات تدريجيًا، ويبدأ الجسم إصلاح الأضرار في الرئتين".

واختتمت د. كوثر العيد برسالة تحفيزية للمدخنين، هي: "ابدأ هذه السنة بخطوة واحدة تغيّر حياتك. الإقلاع عن التدخين ليس حرماناً، بل استعادة لصحتك، لقوتك، ولأنفاسك. تحرّر من سيجارة تُطفئ عمرك وأشعل بدلاً منها بداية جديدة تليق بك. أنت قادر، وجسمك مستعد، وكل يوم بلا دخان هو انتصار صغير يقرّبك من حياة أطول وأجمل.. سنة جديدة... رئتان جديدتان... وحياة بلا دخان".