«إن مملكة البحرين تواصل الاستثمار في الموروث الثقافي، من خلال تقديم فعاليات نوعية تُبرز تاريخ وعراقة مدن البحرين وقراها، وتدعم مشاركة المجتمع والقطاع الخاص في صناعة السياحة، فما تتميز به مملكة البحرين من مواقع تاريخية ومبانٍ تراثية وأسواق قديمة يشكّل عنصر جذب يدعم السياحة ويعزز إسهامها في المسيرة التنموية الشاملة بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه».

بهذه الكلمات أوجز صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء ما تتمتع به مدينة المحرق التاريخية من حراك ثقافي وسياحي في وقت واحد من خلال فعاليات النسخة الرابعة من مهرجان ليالي المحرّق وسط البيوت القديمة والفرجان، في حين قدمت مواقع المهرجان باقة واسعة من الأنشطة، شملت أعمالاً ومعارض فنية، وورش عمل متنوعة، وعروضاً موسيقية جمعت بين الفنون الشعبية والمعاصرة، إلى جانب تجارب بصرية تفاعلية تُعزّز ارتباط الزوّار بالمكان، وإبراز التقاليد المستوحاة من التراث البحريني.

ولعل أبرز ما يمكن الإشارة إليه، ويُعد من بين المظاهر اللافتة في المهرجان كرم الضيافة وحسن الوفادة لأصحاب المنازل التي تقع ضمن المهرجان، فضلاً عن مدى التعاون الكامل والتنسيق المتميز بين مختلف الوزارات والجهات والمؤسسات المعنية من أجل إنجاح هذا المهرجان المتميز، وهو ما يؤكد النجاح الملحوظ لـ«فريق البحرين» من خلال كوادر وطنية استطاعت أن تُسهم بشكل مباشر بتقديم أفكار مبتكرة أدت إلى تسجيل المهرجان نمواً ملحوظاً في عدد الفعاليات، حيث تجاوز مجموعها 560 فعالية، في تطوّر يعكس اتساع حضور المهرجان مقارنة بالدورات السابقة، في الوقت ذاته، يتميز المهرجان هذا العام بما يضمّه من شراكات متميزة مع الدول الخليجية الشقيقة، لاسيما المملكة العربية السعودية ودولة الكويت.

وفي هذا السياق، يتجلى الدور المتميز لكل من هيئة البحرين للثقافة والآثار ووزارة السياحة في تنظيم المهرجان، خاصة مع التعاون والتنسيق بين القطاعين العام والخاص في إنجاح فعاليات المهرجان وفي إطار دعم موسم «أعياد البحرين».

إن ذلك الحراك الثقافي والتراثي والسياحي من خلال مهرجان «ليالي المحرق» يؤدي إلى انتعاش الحركة التجارية ومن ثم النهوض بالاقتصاد الوطني، حيث إنه وفقاً للتصريحات الرسمية فإن الإيرادات السياحية شهدت زيادة بنسبة 27% منذ إطلاق الاستراتيجية السياحية في 2022، في حين بلغت الزيادة السنوية لعدد السياح ما بين 18 إلى 20%، إضافة إلى أن مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي الإجمالي تشكّل ما نسبته 6.8%.

سوف تبقى المحرق دائماً بأهلها الكرام، ونسيجها الوطني، ولياليها الجميلة، وفرجانها المتميزة، «المدرسة الوطنية» و«أم المدن»، والركيزة الأساسية للهوية الاجتماعية والتلاحم المجتمعي، حيث تُعد جزءاً رئيساً وتاريخاً يُكتب بحروف من ذهب في سجلات تاريخ مملكة البحرين عبر كل زمان.