تزخر إندنوسيا بالكثير من الأماكن السياحية المميزة التي يمكن للسواح الاستمتاع بقضاء أوقاتهم فيها، وتتنوع السياحة في إندنوسيا بين زيارة المناطق الطبيعية وزيارة الأماكن التاريخية.جبال مغطاة بالشكولاتة ان أولئك الذين يحبون زيارة المناطق الطبيعية، بالتأكيد لن يملوا من اللون الأخضر الذي تراه في كل مكان، نظراً لما تتميز به البلاد من جو معتدل صيفاً ذو رطوبة عالية، وممطر شتاءً، يساهم في جعل البلد زراعياً من الدرجة الأولى.ومن أبرز المناطق الطبيعية التي يمكن زيارتها جبل «بونكاك» في منطقة «باندونج» بالعاصمة جاكرتا، وفيه يمكن للمغامرين تجربة القفز بالحبل المطاطي « Bungee Jumping» أو القفز المظلي «Parachuting»، كما يمكن لمحبي الهدوء التوقف في إحدى المحطات الكثيرة الموجودة على الطريق الجبلي والاستمتاع بالمنظر الخلاب والضباب المنعش، وتجربة عصير جوز الهند الطبيعي، وشراء تذكار من مجموعة المصنوعات الخشبية المعبرة عن ثقافة المنطقة.من جهة أخرى، يوفر جبل «جنونج تانجوبان تراهون» فرصة ممتازة للتعرف على طبيعة الجبال البركانية، إذا يرى السائح الدخان متصاعداً منه ليصبغ أشجار المنطقة بالأسود، ويستمتع بأسطورة المكان التي يرويها الإندنوسيون لأطفالهم قبل النوم، وسبق لـ»الوطن» نشر الأسطورة في موضوع خاص بغرائب إندنوسيا.ولإندنوسيا نصيب وافر من الشلالات المائية وسط جبالها، وأحدها شلال منطقة «باندونج»، الذي يعد المسير على الأقدام للوصول له فرصة للاستمتاع بمنظر الأحجار الملونة في الجبال، وسماع تغريدات الطيور، والتوقف عند نقطة «Echo» في الجبل لتجربة حديث بينك وبين الجبل، إذ تمثل هذه النقطة كما يتضح من اسمها مكاناً مناسباً لسماع صدى صوتك حينما تصرخ.كما إن الوقوف مباشرة في وجه الشلال يعطي شعوراً بالانتعاش نتيجة رذاذ الماء المتطاير منه، وعند تجاوزه يأتي دور المغامرين لتجربة تسلق الجبل وصولاً للقمة، ويمكن لجبل شلال «باندونج» أن يمثل فرصة سانحة لمحبي الرسم، ذلك أنه يتميز بطبقات ملونة من الحجارة، يتدرج فيها اللون البني من الداكن إلى الفاتح وكأنما الجبل مغطى بالشكولاتة.ومن المناطق الطبيعية المميزة في إندنوسيا، بحيرة «باندونج» ونهرها، حيث تتيح البحرية منطقة هادئة للاستمتاع بأشعة الشمس وأخذ قسط من اسمرار البشرة، أو أخذ جولة في القارب والاستمتاع بصيد السمك، أو السير بقدمين حافيتين عن شاطئها، لتداعبك أسماكها الصغيرة التي تتغذى على طبقة الجلد الميتة في الأقدام.أما النهر فإنه فرصة لجولة في القارب، أو ممارسة الغوص.«بيج بين» وسط إندنوسياإلى جانب المناطق الطبيعية السياحية في إندنوسيا، توجد المناطق التاريخية ومنها نصب الاستقلال المسمى بنصب «موناس»، وهو عبارة عن قاعدة تعلوها منصة بارتفاع 117 متراً تعبر عن تاريخ استقلال إندنوسيا من الاستعمارالهولندي الموافق لـ 17 أغسطس 1945، وفي قمة المنصة، رمز شلعة مغطى بخمسين كيلو غراماً من الذهب، ولزائر النصب أن يتعرف تاريخ إندنوسيا في متحف النصب، ويصعد إلى قمته ليرى منظراً علوياً للعاصمة جاكرتا.كما تجد كل تاريخ إندنوسيا في المتحف الوطني بجاكرتا الذي يضم قاعة تعريفية بالتاريخ، إلى جانب نماذج من البيوت الإندنوسية، التي تختلف في تصميمها باختلاف المنطقة، حيث تتميز منطقة «باتاك توبا» بالبيوت ذات السقف المثلث والنقش الأحمر، فيما تتميز بيوت منطقة «روما بانجونج» بالنقوش الصفراء والسقف العريض، وبيوت «كارو» سقفها مكون من طبقات مركبة.وتعد القصور الملكية القديمة أبرز المعالم التاريخية في البلاد، وهي كثيرة ومنها قصر «باندونج»، الذي يجرب زائروه ارتداء الملابس الملكية القديمة ليعايشوا الشعب الإندنويسي في زمنه القديم.ويوجد قصر الملك «راجو ألام»، ملك مملكة «باجاريونج» وفيه نسخة قديمة من القرآن الكريم مكتوبة بخط يدوي، وعدد من السيوف القديمة وصور للملك وعائلته معلقة في غرفة نومه.وهناك أيضاً بيت «روما تو كامبي»، وهو بيت قديم جداً عمره 300 سنة، وكل أبوابه صغيرة، بالكاد تكفي لمرور الشخص من خلالها حين انحنائه، وتدل هذه الأبواب الصغيرة حسب الأعراف الإندنوسية القديمة، إلى العهد الوثيق الذي يمثله الزواج، إذا لا توجد هذه الأبواب في غير بيوت المتزوجين، فكما أنه يصعب المرور من هذه الأبواب، كذلك يصعب الارتباط بالزواج نظراً للمسؤولية المترتبة عليه، كما يصعب أنه فك هذا الارتباط.وفيما يعد برج «بيج بين» أحد أبرز معالم العاصمة البريطانية لندن، يعد برج «بوكيتنجي» المشابه لبرج «بيج بين» أحد معالم إندنوسيا»، ويقع في منطقة «بوكيتنجي» وسط ساحة تتوسط منطقة تجارية يجد فيها السواح المجمعات التجارية والمطاعم والمحلات والمصارف وغيرها.ويمكن لمن يزور إندنوسيا أن يقضي وقته في فنادق ثلاث نجوم فما فوق، ومنها فنادق «بانجيجار» في جزيرة جاوا، و»كيبوترا» في جاكرتا»، كما يمكن تجربة العديد من المطاعم ذات الأكلات الشعبية والمستوى الممتاز في الخدمة منها مطعم «سيندانج ريرت» في الطريق بين منطقتي باندونج ووسط العاصمة جاكرتا.
سياحــــــة فــــــي تاريــــخ عريـــــــق ممـــــــــزوج بالطبيعـــــــة
25 نوفمبر 2012