قال الرئيس التنفيذي لبنك الأسرة د.عاطف الشبراوي إن مملكة البحرين تمتلك تجربة ثرية في مجال المسؤولية الاجتماعية للشركات كما إن هناك جيلاً جديداً من المؤسسات التي تتبنى المفاهيم الحديثة في ريادة الأعمال الاجتماعية وعلى رأسها نموذج بنك الأسرة. وأوضح د.عاطف الشبراوي، في محاضرة بعنوان «القوة الكامنة في ريادة الأعمال الاجتماعية» ألقاها خلال مؤتمر الأعمال الأول 2012 «Bahrain Business Expo2012» الذي انطلقت أعماله بمركز البحرين الدولي للمعارض والمؤتمرات مؤخراً، أن بنك الأسرة تم تأسيسه بمبادرة من وزارة التنمية الاجتماعية وذلك بشراكة بين كل من المؤسسة الخيرية الملكية، بنك البحرين والكويت، بنك الإثمار والبنك الأهلي المتحد، وبيت التمويل الكويتي، ووفق إطار تعاون مع مؤسسة جرامين، وحصل البنك على ترخيص من مصرف البحرين المركزي في أكتوبر عام 2009 كأول مصرف اجتماعي متخصص في التمويل متناهي الصغر يعمل وفقاً للشريعة الإسلامية.أوضح الشبراوي أنه تم البدء في استخدام مصطلح الريادة الاجتماعية والمشاريع الاجتماعية الأولى في أدبيات إدارة الأعمال للدلالة على التغيير الاجتماعي في أعوام الستينات، ثم تم التوسع في نطاق التطبيقات في التسعينات، مع بدء تأسيس مؤسسات تروج لهذه النوعية من الشركات التجارية المسؤولة اجتماعياً وخاصة عندما قام الأمريكي بيل درايتون بإنشاء مؤسسة أشوكا عام 1982 برأس مال 50 ألف دولار والتي سرعان ما تطورت ووصل رأس مالها 40 مليون دولار وتقوم بإدارة صناديق تمويليه رأس مالها 600 مليون دولار لصالح تمويل الأفكار الاقتصادية التي تخدم هدفاً اجتماعياً، وقد وصفته جامعة هارفارد في تكريم بأنه «رجل الأعمال الأكثر نجاحاً في العالم في الشركات الاجتماعية «بسبب دوره في خلق أكثر من ستين منظمات جديدة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك مدرسة لأصحاب المشاريع الاجتماعية (SSE) التي لها أفرع في المملكة المتحدة واستراليا وكندا والتي تدعم الأفراد على تحقيق إمكاناتهم والحفاظ على تطور المؤسسات غير الهادف للربح والأعمال الاجتماعية وكذلك دعم الأنشطة الاجتماعية للشركات متعددة الجنسيات. وعرض الشبراوي تعاريف ومفاهيم المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات الاقتصادية اعتماداً على فرضية أساسية وهى أنه ليس بمقدور شريك واحد من شركاء التنمية سواء كان الحكومة أو المجتمع المدني أو القطاع الخاص أن ينجز تنمية متكاملة ومتوازنة ومستدامة دون التعاون مع بقية الأطراف، فهي بالتالي ترجمة لعملية إحداث التكامل والتنسيق بين جهود ومبادرات كافة الشركاء وتعبئة مواردهم بأنواعها المختلفة، ومن الممكن تحقيق التنمية المتكاملة والمتوازنة والمستدامة في المجتمعات المحلية ومواجهه كافة تحدياتها مثل البطالة والفقر والحياة الكريمة وكذلك التغيرات المناخية. وأعطى الشبراوي العديد من الأمثلة عن الاهتمام العالمي بريادة الأعمال الاجتماعية، منها إطلاق وزارة دولة في فرنسا للاقتصاد الاجتماعي والتضامن، ومكتب وطني في بريطانيا، والعديد من الدول العربية التي تهتم خاصة بمجال المسؤولية الاجتماعية للشركات منها مصر والسعودية والأردن.