الغول والعنقاء والخل الوفي، رواية صدرت قبل أيام للروائي الكويتي إسماعيل فهد إسماعيل، تحاول الدخول إلى أعماق الشخصية الكويتية، التي تعيش حالة البدون، وهو الإنسان الفاقد للجنسية، في مجتمع مفتوح على العالم.وتقول الشاعرة والكاتبة سعدية مفرح في جريدة القبس عن هذه الرواية:» في هذه الرواية نجد أنفسنا في مواجهة مع الآخرين ضمن جغرافية كويتية صرف قد تبدو جديدة تماماً في عالم هذا الكاتب المنداح في الجغرافيات العربية الأخرى أكثر من سياقاته الكويتية في إطارها المحلي. وهو إذ يدخل عالم المجتمع الكويتي فإنه يدخله من خلال مأساة «البدون» التي تعتبر واحدة من أهم التحديات المجتمعية الراهنة في هذا المجتمع العالق ما بين تقاليده وتقليديته من جهة، وحراكه السياسي المتقدم والنشط دائماً من جهة أخرى، في إطار من الوعي الثقافي المبكر والمنتج لبيئة سياسية متميزة بنزوعها الدائم نحو الديمقراطية وكل معطياتها الممكنة والقابلة للتحقق في هذه الجغرافيا».و»البدون» كما تسمى المشكلة، وكما يسمى أهلها في الكويت، مصطلح يدل على عدد كبير نسبياً من المواطنين الذين يعيشون «بدون» جنسية تثبت انتماءهم لوطنهم قانونياً لأسباب ملتبسة عديدة فاقم من وطأتها الثقيلة عليهم وعلى الكويت مرور السنوات الطويلة عليها منذ صدور قانون الجنسية في بداية الستينات وحتى الآن بلا حل حقيقي.ومع أن هناك من سبق إسماعيل فهد إسماعيل في مقاربة هذه المشكلة روائياً في تجارب قليلة أبرزها وأهمها وأجملها أيضاً تجربة الكاتبة بثينة العيسى في روايتها؛ «ارتطام لم يسمع له دوي» التي صدرت في العام 2005، إلا أن رواية «في حضرة العنقاء والخل الوفي» حاولت أن تتوغل في الصلب النفسي لهذه الفئة من الناس من خلال كائن واحد لا يمكن النظر إليه باعتباره النموذج بل باعتباره الحالة الخاصة.. ربما للإشارة الى ان كل فرد من أفراد هؤلاء الفئة حالة خاصة في سياقها البشري وليست مجرد رقم في سياقها الفئوي العام. ولعل هذا ما تتشارك به رواية في حضرة العنقاء والخل الوفي» تحديدا مع بقية روايات إسماعيل فهد إسماعيل.. الاحتفاء بالحالة الخاصة.وماذا بعد..؟قلق ينتج قلقاً، وكتابة تتغول على كتابة، وهامش يتعالى على المتن، ونصوص تتسامى على كلماتها الحادة في جملها الناقصة، وشخصيات نعرفها في إطار الواقع، وسياق المتخيل .. وأخرى نتوقعها تتمشى داخل نسيج الرواية لكنها تتفلت منّا كلما حاولنا الإحاطة بها عبر الصفات التي يجتهد الكاتب في رسمها، والسمات التي يشير إليها وكأنه يحرضنا على اكتشاف ما خفي في ضميره ككاتب وما ترسب في وعيه على مر السنين.