انطلقت أمس رسميّاً فعاليات مؤتمر «فكر11» في إمارة دبي، تحت عنوان «المواطن والحكومات: رؤية مستقبلية» برعاية وحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، رئيس مؤسسة الفكر العربي، وبمشاركة رئيس ديوان سمو ولي عهد الشيخ خليفة بن دعيج آل خليفة، ووزيرة الدولة لشؤون الإعلام سميرة رجب من خلال حديثها في جلسة مسائية عامة بعنوان «المعلومات وشفافية الحكومة: دور جديد للإعلام»، وقد سلّطت الضوء على قدرة الإعلام على رفع مستوى الوعي العام.حضر الافتتاح أصحاب السموّ الملكي الأمير خالد الفيصل والأمير بندر بن خالد الفيصل رئيس اللجنة التنفيذية لمؤتمرات فكر وعضو مجلس الأمناء في مؤسسة الفكر العربي، والأمير سلطان بن خالد الفيصل، والرئيس السابق للحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة، والنائب في البرلمان اللبناني بهية الحريري، وحشد من وزراء الثقافة والإعلام الحاليين والسابقين، وأعضاء مجلس أمناء مؤسسة الفكر العربي، وحشد كبير من الشخصيات الاجتماعية والثقافية والإعلامية.وعبّرت مؤسسة الفكر العربي عن شكرها وتقديرها لإمارة دبي التي أتاحت الفرصة وللمرة الثالثة للمؤسّسة لعقد مؤتمرها السنوي بضيافتها. وأكّدت على أهمية عقد «فكر11» في «إمارة عرفت الطريق نحو الحكومة الإلكترونية، وأحرزت سبق الريادة في هذا المجال، وقادت مرحلة الصحوة الرقمية العربية، كاسرةً حاجز المعاملات الرقمية، ناشرةً مزايا الانتقال إلى الحكومة الإلكترونية بسلاسة وتفاعل إيجابي ما بين المواطن والحكومة، مخاطبة بذلك الوطن العربي: المواطن أساس التقدم الحضاري وتجربتنا في دولة الإمارات العربية المتحدة حقّقت رؤيتها في خدمة المواطن والارتقاء بالأداء الحكومي، وهي متاحة لكل الحكومات للاستفادة منها والبناء عليها. كما رحّب الأمين العام لمؤسّسة الفكر العربي د.سليمان عبدالمنعم بالحضور مقدّماً فيها رئيس مؤسّسة الفكر العربي الأمير خالد الفيصل، وقد جاء في كلمة سمّوه: «ينطلق مؤتمركم تحت عنوان «المواطن والحكومات: رؤية مستقبلية»، وهي المشكلة الآنية المستقبلية التي أفرزتها التداعيات العالمية». وأضاف «خلق الله الإنسان بعقل، فنوّره. وجعله خليفة في الأرض.. فأمّره. وجعل له الدنيا متاعاً ولهواً زائلاً، ووعده بالجنة نعيماً خالداً.. فخيّره. وتكاثر الناس فاختلفوا.. وتنازعوا فاقتتلوا.. فأنزل الله الكتب السماوية.. وبعث الرسل هداة للبشرية.. فمن الناس من حكّم الله ومنهم من حكم نفسه، وعليها بنيت الأنظمة والقوانين والدساتير وتباينت أنظمة الحكم وفيها نماء وبناء، وفيها دمار وفناء وكلّ تغنّى بليلاه، وما ليلاه إلا هواه ولكن كل ما على هذه الأرض يتغيّر وإلى غاية لا نعلمها مسيّر، وهكذا الحكومات»، وختم كلمته طارحاً المعضلة على المؤتمرين: «فهل تبقى الحكومات؟! أم تحكم المنظمات؟! أم تسيطر الميليشيات؟! أم أنها الشركات؟! فهل لديكم لنا اليوم إجابات؟!»وفي الجلسة الرئيسة عرض نائب مدير عام هيئة تنظيم الاتّصالات لقطاع المعلومات والحكومة الإلكترونية سالم خميس تجربة الحكومة الإلكترونية في الإمارات العربية المتّحدة، من حيث كونها تجربة فريدة على مستوى الوطن العربي، والحكومة الإلكترونية الأولى في المنطقة.ومن جهته ركّز النائب الأعلى للرئيس للشؤون المالية لشركة «أرامكو السعودية» محمد العلي في كلمته على الجوانب الاقتصادية والاجتماعية المرتبطة بموضوع المواطن والحكومات، مستشهداً بتجربة «أرامكو السعودية»، مؤكداً أهمية الدور الذي يمكن أن يلعبه المواطنون في علاقات الشراكة التي يطورونها مع الحكومات والمجتمعات، عبر برامج مؤسّسية ومشاريع تلامس احتياجات المواطنين وتطلُّع الحكومات.كما شهدت فترة بعد الظهر جلستين عامتين، حملت الأولى عنوان: «الوطن العربي في عام 2020: التنمية ومستقبل الحكومات»، وتحدّث فيها كل من النائب اللبناني جان أوغاسبيان، والنائب الأردني محمد الحلايقة، والرئيسة التنفيذية لأرابيا مونيتور فلورانس عيد. وشدّد المشاركون على ضرورة الاستعانة بأحدث التقنيات لتطوير العمل الحكومي وتحسين آليّات التواصل مع المواطنين، إضافةً إلى عقد شراكات فاعلة مع القطاع الخاص والمجتمع المدني. اليوم الأول اختُتِم بجلسة مسائية عامة بعنوان «المعلومات وشفافية الحكومة: دور جديد للإعلام»، وقد سلّطت الضوء على قدرة الإعلام على رفع مستوى الوعي العام. وتحدّث في هذه الجلسة كل من وزيرة الدولة لشؤون الإعلام سميرة رجب، في مملكة البحرين، وصادق الحمامي، أستاذ علوم الاتصال في كلية الإعلام بجامعة الشارقة، وفادي سالم مدير برنامج الحوكمة والابتكار في كلية دبي للإدارة الحكومية، ووائل عتيلي، شريك مؤسس ومدير الاستراتيجيات الإبداعية في شبكة خرابيش الإعلامية.وكانت فعاليات اليوم الأول لـ»فكر11» قد انطلقت قبيل الافتتاح الرسمي، بجلسة صباحية تحت عنوان «فكر وأفكار» غلب عليها الطابع الشبابي، حيث عرضت مجموعة من روّاد الأعمال مشاريع مبتكرة، وقد عُقدت بالتزامن مع ورشتي عمل وثيقتي الصلة بتفرعات موضوع المؤتمر، الأولى تحت عنوان: «التواصل الحكومي 2.0 تفعيل الإعلام الاجتماعي»، أمّا الورشة الثانية فقد صُمِّمت خصّيصاً للعاملين في الحكومات على قضايا التنافسيّة الوطنية بآلياتها وقدراتها، وعنوانها «كيف تتنافس الدول؟ الميزة التنافسيّة للدول العربية».