بغداد - (أ ف ب): أكد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري والسفير السعودي غير المقيم لدى العراق فهد عبد المحسن الزيد على أهمية تطبيع العلاقات بين البلدين وتصديق اتفاقية تبادل السجناء والمعتقلين. وذكر بيان نشر على موقع وزارة الخارجية العراقية أن زيباري والزيد بحثا في بغداد «العلاقات الثنائية وأهمية تطبيع العلاقات بصورة كاملة بين البلدين الشقيقين». وأضاف البيان أنه «تم بحث مسألة السجناء المعتقلين السعوديين في العراق والعراقيين في المملكة وكذلك تنفيذ أحكام الإعدام الأخيرة، وأكد الجانبان أهمية تصديق اتفاقية تبادل السجناء والمعتقلين لايجاد آلية للتعاون المشترك». كما جرى البحث في مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري لرجال الأعمال السعوديين «والعمل سوياً لفتح وتنظيم المعابر الحدودية لتنشيط عملية التجارة والنقل بين البلدين». يذكر أن الرئيس العراقي جلال طالباني تسلم في 28 مارس الماضي أوراق اعتماد السفير السعودي الجديد غير المقيم، ليصبح بذلك أول سفير للمملكة في العراق منذ أكثر من 20 عاماً. وقبيل ذلك وقعت السعودية والعراق في 18 مارس في الرياض اتفاقية لتبادل السجناء المدانين في قضايا أمنية وجنائية تستثني المحكوم عليهم بالإعدام لدى البلدين.من ناحية أخرى، اتفقت الحكومة المركزية في بغداد مع سلطات إقليم كردستان العراق أمس على تفعيل اللجان الأمنية بينهما والبحث في سحب القطع العسكرية التي احتشدت مؤخراً قرب مناطق متنازع عليها بين الطرفين. وذكر بيان صادر عن مكتب القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء نوري المالكي أن أجواء «مهنية وشفافة» طبعت اجتماعاً عقد في بغداد اليوم (أمس) ضم مسؤولين عسكريين وأمنيين من الجانبين بينهم مستشار الأمن الوطني فالح الفياض. كما ضم الاجتماع رئيس مكتب التعاون الأمني العراقي الأمريكي الفريق روبرت كازلن. وأوضح البيان أن المجتمعين اتفقوا على «تفعيل اللجان العليا للتنسيق المشترك بين القوات المسلحة وقوات حرس» إقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم ذاتي «والمباشرة بتهدئة الأوضاع». واتفق المجتمعون أيضاً على «البحث في آليات سحب القطعات التي تحشدت بعد الأزمة إلى أماكنها السابقة». وتشهد العلاقة بين الحكومة المركزية في بغداد وحكومة إقليم كردستان أزمة حادة بسبب خلافات عدة آخرها تشكيل بغداد «قيادة عمليات دجلة» لتتولى مسؤوليات أمنية في مناطق متنازع عليها. وقد عكس الخلاف توتراً على الأرض حيث قام كل من الطرفين بحشد قوات قرب مناطق متنازع عليها خصوصاً في محافظة كركوك الغنية بالنفط. ودعا رئيس حكومة إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني الحكومة المركزية في بغداد إلى عدم اللجوء إلى القوة لحل المشاكل المتفاقمة بين الجانبين. وقال في مؤتمر صحافي في أربيل عاصمة الإقليم الشمالي «أريد التأكيد على نقطة واحدة وهي أن مشاكل العراق لن تعالج بالقوة وأن بغداد يجب أن تصل إلى قناعة بأن المشاكل لن تعالج بالدبابات». وأضاف «لدينا دستور ويجب أن نجلس ونتحاور»، معتبراً أن «تجارب العراق أثبتت أن مشاكل البلاد لن تعالج إلا بالحوار».
السعودية والعراق تبحثـــــان تطبيـــع العلاقـــــات بشكل كامــل
27 نوفمبر 2012