يواجه السوريون ظروفا قاسية خلال رحلة اللجوء التي ما إن تنتهي عند عبورهم الأراضي الأردنية، حتى تبدأ رحلة أخرى إلى مخيمات اللجوء. فمنذ بداية الأزمة السورية تعاملت قوات حرس الحدود الأردنية مع نحو 210 آلاف لاجئ تسللوا إلى المملكة، منهم 89 ألفا خلال شهرين وسط ظروف جوية قاسية في بلد يستضيف على أراضيه أكثر من 370 ألف لاجئ. و يتكرر نفس المشهد يوميا على طول الحدود الأردنية السورية والتي تزيد عن ثلاثمئة وسبعين كيلو متراً، حيث يتدفق مئات السوريين عبر إحدى نقاط العبور غير الشرعية، لتجاوز الحد الفاصل ما بين الحياة والموت ولا يملكون من أمرهم سوى البكاء والدعاء.فقد تسلل 210 آلاف لاجئ إلى أراض المملكة منذ بداية الأزمة السورية، حيث تعاملت معهم قوّات حرس الحدود الأردنية طيلة الفترة الماضية، منهم 89 ألفا دخلوا خلال أقل من شهرين. وبلغ عدد اللاجئين المصابين أيضاً أكثر من ألفين وسبعـمائة حالة، كلهـم يدخلون من نقاط عبور تزيد عن 45 نقطة على طول الشريط الحدودي. فمعاناة السوريين تستمر، لا سيما في فصل الشتاء الذي زاد من تعقيد هروبهـِم في ظل ارتفاع معدل التدفق اليومي إلى الأردن، مما شكل عبئا إضافيا على الجيش الأردني. ويؤكد العميد الركن حسين الزيو، قائد قوات حرس الحدود الأردنية، أن تكلفة تعامل الجيش مع اللاجئين وصلت إلى 250 مليون دينار حتى اللحظة، ويضيف أن الظروف الجوية قد زادت من التعقيد في إخلاء اللاجئين.كما تعاملت قوات حرس الحدود مع عدد لا بأس به من حالات تهريب السلاح بين البلدين، مما أضاف متاعب أخرى عليهم، ناهيك عن منع تسلل عدد من الجماعات المسلحة إلى سوريا وفقَ ما أكده قائد قوات حرس الحدود. ولا تنتهي رحلة المليون ميل بانتهاء اللجوء والعبور إلى الأراضي الأردنية، فمن هذه الخطوط الأمامية على الحدود، تبدأ رحلة أخرى عـنوانـها الزعتري ومريجيب الفهود وأسماء أخرى متوقعة في المستقبل لمخيمات اللجوء في الأردن.