من شاهد مباراة أي سي ميلان الإيطالي والسيدة العجوز فريق يوفنتوس الأخيرة، شاهد الميلان الذي يمر بأزمات وظروف تعتبر عاصفة بهذا الفريق في هذا الموسم الذي لا زال يعاني ومازالت الضغوط سواء الجماهيرية أو الإعلامية تحيط به ولها أسباب كثيرة ربما الكثير على علم لها ولن أدخل في تفاصليها لأنني أريد إن أركز بشكل ولو بالقليل على أسرار فوز الميلان المتهالك نوعاً ما ويلعب بقوة اسمه مع الفريق الذي يعتبر الأقوى في إيطاليا ويسير على نهج واحد وقوي وهو فريق اليوفنتوس العريق. المباراة انتهت بفوز الميلان بهدف وحيد من اللاعب البرازيلي روبينهو الذي ربما فقد الكثير من بريقه بعد خروجه من ريال مدريد ولعل تصرفات روبينهو في الحياة الشخصية هي السبب نوعاً ما ولو كان الاختلاف على ضربة الجزاء من الناحية التحكمية وهذا ما يحدث كثيراً في الملاعب الإيطالية في هذه الأيام إلا أن الميلان أثبت بحنكته واسمه العريق سواء على الكرة الإيطالية أو الأوروبية أو العالمية أنه اسم رغم الظروف إلا أنه يستطيع أن يفوز وعلى أكبر الفرق وهذا ما ذكرته كثيراً في تغريداتي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» بأن الفريق سوف يعود بقوة ولو لم يحقق شيئاً من البطولات إلا أنه سوف يحتفظ بكبريائه مهما حدث. زيارة المكبر رئيس نادي ميلان برلسكوني للفريق وحديثه لوسائل الإعلام وتهدئة الجو نوعاً ما والأخذ بخاطر الجماهير الميلانية من جانب آخر هو قوة إدارية بل هي خبرة يعرف كيف يضعها ومتى وأين وأثبت هذا الشي خلال زيارته للفريق قبل المباراة والتي رفعت وطمأنت الكثير من الميلانيين في هذه الناحية ... الغيري المدرب الهادئ الذي يملك الحس الكبير والدهاء الكروي رغم الظروف أثبت من خلال تنوعه في الخطط وتجربته للكثير من الخطط أنه قادر على التعامل مع ظروف كل مباراة ولربما أنا شخصياً أعذر الغيري كثيراً لظروف أعمدة بل هي في الواقع أساطير كروية تبدع في أندية أخرى مثل قلب الدفاع أنيستا ... تياغو سلفا ... القوي جداً إبراهيموفتش ... المهندس سيدروف ... المحارب جاتزو وغيرهم من النجوم التي سطرت للميلان عناوين ذهبية في تاريخ البطولات. نقطة أخرى هي الروح الميلانية التي كانت موجودة في الملعب بشكل غير طبيعي رغم بعض الغيابات في الفريق إلا أننا لم نر الميلان بهذا الشكل منذ زمن بعيد بل الكثير أكمل المباراة إلى آخر دقيقة عكس المباريات الأخرى التي كنا نقفل التلفاز الألم الذي يمر بنا لما يمر به الميلان ...الجماهير الإيطالية التي ملأت ملعب السانسيروا في العاصمة الإيطالية ميلان كانت احد أعمدة الفوز بالضغط التي سببته لليوفي وبالتشجيع الذي لم يتوقف منذ أول دقيقة إلى آخر دقيقة وكم كانت جميلة جداً. إميليا الحارس لم يختبر كثيراً لكن مكيسس المتألق في الفترة الأخيرة قاد الدفاع بحنكة وخبرة مكنته من منع وصد الهجوم من اليوفي وكان يبذل جهدا فوق المستطاع للحفاظ على خط الدفاع ولا انسي يابس الكولمبوي الذي أظهر صلابة دفاعه من خلال احتكاكه القوي مع اللاعبين ... مونتلفيو اللاعب الذي كان كابتن الفريق بهدوئه قاد خط المنتصف إلى بر الأمان ... روبينهو في الشوط الأول قدم الكثير من خلال انطلاقته نحو مرمى يوفون وشخصياً لم أشاهد روبينهو بهذا المستوى منذ فترة طويلة ...نيشروني المقاتل الجديد قدم عطاءً كبيراً في منتصف الملعب وكان يستحق التحية والتقدير ... اللاعبان زاباتا والأسمر الآخر كانوا نجوماً رغم صغر سنهم ... والباقي أدوا ما عليهم من أدوار وبالنهاية تكلل النجاح بالفوز بالمباراة التي أسعدت شريحة من الميلايين في العالم ممن يحبون الميلان.أحمد بوحسن