كتب - عبد الله إلهامي:أكد سياسيون أن قلة مندسة من المخربين والإرهابيين تحاول استغلال المناسبات والتجمعات، وآخرها مناسبة عاشوراء لإثارة الفتنة وتأليب المواطنين على بعضهم البعض، مما يوجب وضع حد لها كي لا تفسد على المجتمع المحاولات المستمرة من قبل عدة أطياف ومكونات بين الشعب البحريني للتوصل إلى توافق وطني وتأكيد تماسك النسيج الوطني الواحد.وعلى الرغم من مكانة بعض تلك المناسبات وأهميتها الدينية لدى عموم الشعب البحريني، إلا أن تلك الفئة القليلة لا تراعي ذمة ولا ضمير في أفعالها الدنيئة، إذ أنها لا تهدف إلا لتحقيق مآربها وتنفيذ أجنداتها الخاصة، المتعالية على مصالح الوطن وأبنائه.وأكد الباحث السياسي د.عبد الله المدني أن القلة المندسة التي أشار إليها وزير الداخلية معروفة للشعب البحريني بمختلف أطيافه، فقد دأبت منذ الانتفاضة المزعومة على القيام بكل ما من شأنه خلق البلبلة بين جناحي الشعب البحريني.وأشار د.عبد الله المدني إلى أن تلك القلة تعمل على إثارة الأخبار والمزاعم الباطلة أو افتعال التفجيرات وأعمال الشغب وتعطيل عمليات السير ومهاجمة الأبرياء من الآسيويين أو الاندساس في أي تجمع سواء ديني أو غيره، بغرض الإخلال بالأمن، مثلما كان في عاشوراء ورمضان وعيد الأضحى والفطر.وكما يتضح للرأي العام المحلي والدولي أن تلك الفئة المندسة تسير وفق خطة تتمثل في إحداث أكبر قدر من الإزعاج للمواطن والمقيم بأي طريقة كانت، إذ إنهم لا يهتمون باقتصاد المملكة، أو راحة مواطنيها، فيما أوضح المدني أن ما يهمهم الإبقاء على ما يزعمون من حركة احتجاجية في البحرين ولفت انتباه «دكاكين حقوق الإنسان» في الخارج.وشدد المدني على ضرورة وضع حد نهائي للمندسين ما دامت الجهات المعنية على علم بماهيتهم، موضحاً أنهم لا يشكلون خطراً على المجتمع فقط، وإنما أيضاً على أنفسهم، لاجترارهم وتحريضهم للمجاميع الصغيرة من الأطفال، بالرغم من أنه يفترض بهم أن يكونوا على مكاتب الدراسة أو أماكن عملهم، لذلك فإنه لا يصلح معهم إلا تطبيق القانون بحذافيره.ومن جانب آخر فإن أهم الآليات التي يجب توظيفها في العمل السياسي، إزالة الترهيب والتهديد الأمني، علاوة على أن يفتعل ذلك في مناسبات كالمواكب الحسينية، التي تعتبر جزءاً من هوية الشعب البحريني، كما أشار المحلل السياسي عبدالله الجنيد بأنها تمثل جانباً وجدانياً وروحياً وتاريخياً، إلا أن قلة تحاول الانخراط في المجتمع أصبحت توظفها بشكل خاطئ، وتتعمد افتعال نوع من التصادم كما يجري في نهاية كل مسيرة، ما يؤدي لتدخل قوات الأمن لحفظ النظام ومنع تلك الأعمال، مشيراً إلى أن ثقافة الحرق وقطع الطرق ثقافة التكوينات الدخيلة على الجسد البحريني.وأضاف عبدالله الجنيد «يجب فصل العمل السياسي عن العنف في الشوارع، وتكوين ميثاق عمل سياسي مشترك بين كافة الجمعيات السياسية بالمملكة يجرم كل أنواع العنف، حتى وإن صدر من الدولة، وبناء عليه تحاسب أي فئة مندسة من قبل مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات السياسية قبل أن تحاسب عليه الدولة»، لافتاً إلى أن الميثاق سيجمع العمل السياسي على إقرار الحقوق والمسؤوليات وأسلوب الحراك السياسي، وكل ما هو خارج عن تلك المعايير يتم محاسبته سواء كان فرداً أو مجموعة.كما إنه لا يمكن تجاهل الاحتقان الطائفي حتى يتراكم، بل يجب اجتثاثه من أوله حتى لا يكبر ويصعب القضاء عليه، وذلك لمضاره على الوحدة الوطنية في المجتمع.