منذ أن وطأت قدماه أرضية ملعب سانتياغو برنابيو صيف 2010 بعد أن أسندت له مهمة تدريب ريال مدريد الإسباني، لم يجد المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو حرجاً في الإفصاح عن مشاكل فريقه وتحديد هوية الأشخاص المقصرين بعملهم داخل النادي وتوجيه انتقاد لاذع لهم، بهدف البحث عن مصلحة النادي الملكي والدفاع عنه باستماتة. وقبل أن يتم عامه الثالث مع الريال، أثار مورينيو 11 أزمة بعد أن نصب نفسه محامياً للنادي دون أن يكتف بعمله كمدرب وحسب. وفيما يلي سرد بالأزمات التي أثارها المدرب (الفريد من نوعه) خلال حقبته مع ريال مدريد، وفقاً لوقائع قامت بتجميعها صحيفة (ماركا) المدريدية:1 – الحكام: العلاقة بين مورينيو والحكام كثيراً ما كانت متوترة، على الرغم من أنه يشيد بأداء بعض الحكام في بعض المناسبات بغض النظر عن نتائج فريقه. استهل مورينيو أزمته مع الحكام في سبتمبر 2010 حين انتقد عدم توفيرهم حماية كافية لمواطنه ونجمه الأبرز كريستيانو رونالدو، قائلاً «كريستيانو يتعرض لضرب مبرح، وبطاقات الحكام لا تخرج أو تتأخر كثيراً» وذلك عشية إحدى مباريات الكلاسيكو، كما قال في إحدى المرات أن النادي الغريم «برشلونة يشعر دوماً بالسعادة مع الحكم إيتورالدي غونزاليس». وشن «مو» منذ موسمه الأول هجوماً شرساً على أكثر من حكم، أبرزهم كلوس جوميز، حيث كتب قائمة بـ13 خطأ ارتكبها أثناء مباراة مع أشبيلية فاز بها الريال بصعوبة (1-0). وعقب التعادل المخيب مع ألميريا هاجم الحكم بيريز لاسا، قائلاً «أتمنى ألا يحكم أي مباراة أخرى للريال، ولا حتى للبرسا». وسبق للداهية البرتغالي أن انتظر الحكم تيكسيرا فيتينيس في مرآب السيارات بملعب كامب نو لينتقده عقب خروج الريال من كأس الملك 2012. لكن أقصى هجوم شنه كان عقب الخسارة في البرنابيو 0-2 من برشلونة بنصف نهائي دوري أبطال أوروبا 2011 حين قال خطبته الشهيرة «لماذا؟ لماذا يتكرر هذا في كل نصف نهائي؟ حدث ذلك مع أوبريفو وشتارك وبوساكا وفريسك ودي بليكير، هل يتم الاتفاق على فوز البرسا من أجل الدعاية والترويج لليونيسيف، أم بسبب العلاقة الوطيدة بين خوسيه ماريا فيار (رئيس الاتحاد الإسباني) مع الويفا، غوارديولا سيفوز ببطولة دوري أبطال سأشعر بالعار لو فزت بها». ومؤخراً انتقد «مو» حكم مباراتي مانشستر سيتي الإنجليزي في التشامبيونز ليغ وريال بيتيس في الليغا. 2 – تقويم المباريات: ألمح مورينيو إلى أن برشلونة يتحكم في مواعيد المباريات كيفما يشاء، وذلك بعد أن لعب الريال مباراتي مان سيتي وريال بيتيس خلال أربعة أيام فقط (الأربعاء والسبت)، بينما لعب هو مباراتي سبارتاك موسكو الروسي وليفانتي خلال 6 أيام (الثلاثاء والأحد). وحدث نفس الأمر في موسمه الأول، حيث عاد الفريق من مواجهة صعبة مع ليون الفرنسي بدوري الأبطال ليتعادل محلياً مع ديبورتيفو لاكورونيا.3 - الصحافة: علاقة مورينيو بالصحافة غاية في السوء، حيث اتهمها بالسعي لهدم استقرار الفريق وزرع الصراعات والشقاق داخله، وفي الوقت ذاته أشار إلى أن غريمه بيب غوارديولا يلقى كل الدعم والاحترام من صحافة بلاده.4 – البرنابيو: حتى جماهير البرنابيو لم تسلم من انتقاد مورينيو، حيث اشتكى من قلة دعمها للاعبين، فعقب فوز كبير على أوساسونا في نوفمبر 2011 قال ساخراً «أريد أن أشكر العدد الضئيل من المشجعين الذين حضروا لتشجيع الفريق، فلولاهم لشعرت أن الملعب فارغ». وعقب التعادل مع بروسيا دورتموند الألماني بنفس الملعب، علق على عدم تحلي الجماهير بالحماس الكافي قائلاً «إنني هنا منذ عامين ونصف، أصبحت معتاداً على البرود في المدرجات».5 – عشب الملعب: ليست مدرجات البرنابيو فقط التي تزعج «مو»، بل حالة العشب الأخضر أيضاً، حيث يرى أن عدم استواء أرضية الملعب أثر بالسلب على أداء الفريق في بعض المباريات. فبعد مباراة فاز بها على إسبانيول 3-0 في الـ21 من سبتمبر 2010 قال مستهزئاً «الملعب أشبه بحقل بطاطس»، وقام النادي على الفور بإعادة ترميمه.6- الخصوم: مورينيو على عداء ببعض الفرق، ويوجه ضربات مباشرة وغير مباشرة إليهم في مؤتمراته الصحافية، ومن بينهم ليفانتي الذي اتهمه باللجوء للعنف لوقف لاعبي الريال، فحين تعادل معهم في الموسم الماضي عقب «إنني سعيد لأنه لم يتم نقل أي لاعب إلى المستشفى، فهذا هو مكانهم الطبيعي بعد تلك المعركة». كما خاض حرباً كلامية مع مدرب راسينغ سانتاندير الراحل مانويل بريسيادو بعد أن اتهمه بتعمد الخسارة أمام برشلونة بالدفع بالبدلاء.7- أزمة الكلب والقط: حين تعرض المهاجم الأرجنتيني غونزالو هيغواين لإصابة خطيرة في الموسم قبل الماضي، تغاضى النادي عن شراء بديل مع الاكتفاء بالفرنسي كريم بنزيمة فقط كرأس حربة وحيد، فوصف الأمر شارحاً «حين أذهب للصيد مع كلب جيد (هيغواين)، أصطاد الكثير، لكن إذا اصطحبت (قطة) فسأصطاد أقل بكثير». وبعد هذا التصريح انصاع النادي لأوامر المدرب البرتغالي وقام باستعارة المهاجم التوغولي إيمانويل أديبايور في شتاء 2011 لتعويض النقص.8-مجلس الإدارة: يعتقد مورينيو أن إدارة فلورنتينو بيريز لا تدعمه بالشكل المطلوب في المعارك التي يخوضها من أجلهم، وخاصة حين ينتقد التحكيم أو غياب العدالة في توزيع مواقيت المباريات، ودوماً ما يردد جملته المشهورة «أدافع بمفردي عن النادي، وأؤدي دور الشرير في الفيلم». وعقب مباراتي مان سيتي وريال بيتيس طالب مورينيو بتعيين متحدث باسم النادي ليدافع عن قضاياه، بعد أن أطاح بالمدير الرياضي الأرجنتيني خورخي فالدانو لتدخله في شؤونه الفنية. 9- تقصير اللاعبين: هاجم مورينيو فريقه بشكل صريح هذا الموسم، وخاصة بعد الخسارة أمام أشبيلية في الليغا، فصرح غاضباً «أصبحت بلا فريق»، واستثنى لاعبين أو ثلاثة فقط، وقبلها أمام خيتافي اعتبر أن فريقه «يستحق الهزيمة النكراء». وعقب الهزيمة الأخيرة من بيتيس انتقد الضعف البدني للاعبيه رغم أن أعمارهم تتراوح بين 24 و26 عاماً. 10- قطاع الناشئين: بعد أن اضطر للدفع بمحور الارتكاز الغاني مايكل إيسيان كظهير أيمن أمام بروسيا دورتموند بسبب النقص العددي والإصابات خسر المباراة، فهاجم بضراوة قطاع الناشئين الذي لا يمده بلاعبين مميزين. وكشف مورينيو عن وثيقة تضم أسماء 17 ناشئاً من أبناء الريال لم يقدموا شيئاً يذكر للفريق الأول خلال الفترة بين عامي 1999 و2003. 11-توريل: ألبرتو توريل مدرب الفريق الثاني لريال مدريد (كاستيا) تلقى عاصفة من الانتقادات من قبل مورينيو هذا الموسم لعدم إفرازه عناصر متميزة للفريق الأول، بجانب إشراك اللاعبين في غير مراكزهم الأصلية، مما ينبأ برحيله قريباً على غرار فالدانو.
مورينيو يختلق 11 أزمة في 3 أعوام
30 نوفمبر 2012