كشف رئيس الأمن العام اللواء طارق الحسن في مؤتمر صحفي اليوم الثلاثاء عن بعض تفاصيل ضبط الخلية الإرهابية التي أعلن عنها وزير الداخلية يوم السبت الماضي.وأوضح رئيس الأمن العام أن معلومات أمنية استخبارتية توافرت لدى جهاز الأمن الوطني تفيد أن هناك مجموعة تسعى لتشكيل خلية إرهابية تستهدف مواقع حساسة (مدنية وعسكرية) وشخصيات عامة داخل البحرين بقصد زعزعة الأمن والاقتصاد البحريني ، مضيفا أنه في ضوء هذه المعلومات تم تشكيل فريق عمل مشترك من وزارة الداخلية وجهاز الأمن الوطني مهمته إجراء عمليات البحث والتحري وجمع مزيد من المعلومات للوقوف على حقيقة هذا التنظيم من حيث الأشخاص والتمويل والتدريب والجهة التي يعمل لصالحها، وأهداف التنظيم. وأشار إلى أن التعاون والتنسيق المستمر بين وزارة الداخلية وجهاز الأمن الوطني أثمر عن التوصل إلى أن هذا التنظيم يهدف إلى تشكيل خلية إرهابية كنواه لتأسيس ما يسمى بجيش الإمام لممارسة نشاط إرهابي في مملكة البحرين من خلال تنظيم عسكري مسلح وتنفيذ عدد من عمليات إرهابية بالعديد من المناطق الحيوية والعسكرية في البحرين بالإضافة إلى تشكيل جماعات مسلحة لمقاومة رجال الشرطة والاعتداء عليهم وتجنيد عدد من الأشخاص لضمهم للتشكيل وجمع معلومات وتصوير مواقع ومناطق حساسة واستهداف شخصيات عامة.وأكد رئيس الأمن العام أن المعلومات كشفت عن أن التنظيم يتكون من عناصر بحرينية من المتواجدين بالداخل وبالخارج بالإضافة إلى عدد آخر من جنسيات مختلفة ، مشيرا إلى أن أجهزة الأمن تمكنت من القبض على (8) أعضاء من التنظيم، تم ضبط (5) داخل البحرين، كما تم القبض على (3)عناصر آخرين بسلطنة عمان بناءً على طلب من الأجهزة البحرينية للقبض عليهم وتسليمهم، وقد تم ذلك بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية العمانية في إطار الاتفاقات الأمنية الموقعة ، منوها إلى أن هناك أيضاً 4 متهمين آخرين لازالوا هاربين تقوم أجهزة الأمن بعمليات البحث والتحري اللازمة لضبطهم والقبض عليهم ولازالت عمليات البحث والتحري والتحقيقات جارية للكشف عن مزيد من المتورطين. وأكد رئيس الأمن العام أنه وفقاً لاعترافات المتهمين وعمليات البحث والتحري اتضح أن تجنيد هذه العناصر يتم عن طريق شخصين وهما كل من المدعو/ ميرزا والمدعو/ عقيل (بحرينيي الجنسية) ومتواجدين في مدينة قم في إيران، حيث تم تجنيد المدعو علي السماهجي وهو المتهم الأول أثناء وجوده في إيران وتولى هو بعد ذلك عملية الفرز والتجنيد تحت إشراف المذكورين (ميرزا وعقيل) كما أسفرت عمليات البحث والتحري على أن من يدير هذه العملية هو شخص إيراني يكنى (أبوناصر) من الحرس الثوري الإيراني. وأوضح رئيس الأمن العام أن المعلومات كشفت أن أعضاء التنظيم تدربوا على فك وتركيب واستخدام الأسلحة، استخدام المتفجرات وخاصة شديدة الانفجار مثل (C4) ، طرق وأساليب جمع المعلومات، تصوير وكتابة إحداثيات المواقع وكيفية التجنيد، كما وتم تدريبهم على طرق وأساليب المراقبة بكافة أنواعها ورصد ومتابعة الشخصيات المستهدفة وكان التدريب يتم في مواقع تابعة للحرس الثوري الإيراني في إيران وفي مواقع تابعة لحزب الله العراقي في كل من كربلاء وبغداد، منوها إلى أن إجمالي الدعم المالي بلغ 80 ألف دولار تقريباً وجميع المبالغ أعطيت لأعضاء التنظيم بمعرفة المدعو (أبوناصر) وهو إيراني الجنسية يتبع الحرس الثوري الإيراني. وأشار إلى أن أعضاء التنظيم كلفوا بجمع المعلومات وتصوير وكتابة إحداثيات وزارة الداخلية والمطارات وبعض الأماكن المهمة والمنشآت الحيوية والعسكرية وتجهيز مستودعات لتخزين أسلحة سيتم إدخالها لاحقاً بمعرفة المدعو (أبوناصر) الإيراني ، حيث أبلغ أعضاء التنظيم بأنه سوف يتم تحديد ساعة الصفر لإدخال الأسلحة والمتفجرات والبدء بالعمليات من قبل قيادة التنظيم في إيران.وفيما يتعلق بما تم تنفيذه من تكليفات، أوضح رئيس الأمن العام أنهم قاموا بتجنيد بعض العناصر للانضمام للتنظيم وتزويد المدعو (أبو ناصر) الضابط في الحرس الثوري بالصور والإحداثيات لبعض الأماكن الهامة والحساسة والشروع في الإعداد لتجهيز مخازن الأسلحة في البحرين.وأكد رئيس الأمن العام أن أفراد التنظيم تنقلوا بين (3) دول رئيسية وهي إيران والعراق ولبنان، حيث كانوا يسافرون إلى تلك الدول عبر دول أخرى متجنبين من البحرين مباشرة.وقال رئيس الأمن العام إن التحريات وعمليات الضبط والتحقيق الأولي أسفرت عن ضبط أوراق ومستندات تتضمن معلومات عن أنشطة التنظيم وذاكرة إلكترونية مؤقتة (فلاش ميموري) عليها معلومات مشفرة جاري التعامل معها فنياً وصور لتحويلات مالية وعمليات بنكية ومبالغ نقدية وأجهزة تليفون وحاسبات آلية تحوي معلومات هامة تتعلق بالتنظيم وأنشطته ، منوها إلى أنه تم إحالة المتهمين إلى النيابة العامة بتاريخ 24 يناير 2013 والتي باشرت التحقيق مع المتهمين. وشدد رئيس الأمن العام على أن الأجهزة الأمنية تتخذ كافة الإجراءات والتدابير اللازمة للحفاظ على الأمن الوطني، ولن تسمح بأي حال من الأحوال لأي قوى داخلية أو خارجية بالمساس أو العبث بحالة الاستقرار الأمني أو المساس بمنجزات ومكتسبات مملكتنا الغالية، مضيفا أننا تحملنا ولازلنا نتحمل طوال هذه المدة الكثير من أجل الحفاظ على الأجواء المناسبة لإنجاح الجهود التي تبذل لتحقيق التوافق الوطني من خلال الحوار. كما أعرب عن أسفه أن نشاهد ما يقوم به البعض من أعمال تخريبية إرهابية تستهدف رجال الأمن والذي لا يمكن أن يخدم أي أهداف وطنية، فما نشاهده من قطع للطرق واتلاف للأعمدة وحرق وتخريب للمنشآت والبنية الأساسية التي وضعت أساساً لخدمة الناس هو أمر يجافى العقل والمنطق وينبغي نبذه من كل مواطن ذو حس وطني مخلص، مؤكدا التزامنا بالدستور والقانون وأننا سوف نتخذ الإجراءات القانونية والأمنية ضد كل من تسول له نفسه المساس بأمن المملكة.
Files
الأمن العام: الخلية الإرهابية هدفت لتشكيل جيش الإمام كتنظيم عسكري مسلح
19 فبراير 2013